الرئيسية / محليات / صادم: الحكومة تبحث عن "عباقرة" بمعدل 95% لتعطيهم راتب 60 ألف متأخر... والمواطنون يسخرون!
صادم: الحكومة تبحث عن "عباقرة" بمعدل 95% لتعطيهم راتب 60 ألف متأخر... والمواطنون يسخرون!

صادم: الحكومة تبحث عن "عباقرة" بمعدل 95% لتعطيهم راتب 60 ألف متأخر... والمواطنون يسخرون!

نشر: verified icon بلقيس العمودي 08 أكتوبر 2025 الساعة 01:55 صباحاً

في تطور صادم يكشف حجم الانفصال عن الواقع، أعلنت وزارة الخدمة المدنية في عدن عن وظائف "ذهبية" تشترط معدل 95% للحصول على راتب لا يتجاوز 60 ألف ريال كل ثلاثة أشهر، بينما آلاف الموظفين الحكوميين لم يتقاضوا رواتبهم منذ شهور. هذا الإعلان الذي وُصف بـ"التعجيزي" أشعل موجة سخرية عارمة على منصات التواصل، في مشهد يجسد التناقض المؤلم بين طموحات الحكومة وواقع المواطنين المرير.

وحسب الإعلان الرسمي، تشترط الوزارة أن يكون المتقدم من خريجي الأعوام 2015-2020 حصرياً، ومن أبناء محافظة عدن، بمعدل لا يقل عن 95% - وهو شرط يستثني تلقائياً أكثر من 95% من الخريجين. "لو توفرت هذه الشروط مع أي خريج جامعي بهذه المواصفات والقدرات، ما عاد يحتاج لوظيفتكم ولا يمكن يقبلها"، قال الصحفي ماجد الداعري معبراً عن استغراب واسع. فاطمة، 28 عاماً، خريجة محاسبة 2013 بتقدير جيد جداً وعاطلة منذ 9 سنوات، تجد نفسها مستثناة رغم خبرتها الطويلة في البحث عن العمل.

خلف هذا الإعلان المثير للجدل تكمن أزمة اقتصادية خانقة تعصف باليمن منذ سنوات، حيث تأخرت رواتب آلاف الموظفين لأشهر بل أحياناً لسنوات كاملة. هذه السياسة الحكومية تأتي في ظل محاولة نظرية لتحسين جودة الكوادر، لكنها تكشف انفصالاً صارخاً عن الواقع المعيشي للمواطنين. "أصحاب هذه الشروط بتلاقوهم بالقبور.. شروط تعجيزية وفي الأخير الراتب 60 ألف كل ثلاثة أشهر!" علق الناشط معاذ العقربي بسخرية لاذعة تختصر إحباط جيل كامل من الشباب.

تأثير هذا الإعلان يتجاوز مجرد وظائف معلنة ليطال الحياة اليومية لآلاف الأسر اليمنية. أحمد الموظف، 35 عاماً، الذي لم يتقاض راتبه منذ 8 أشهر يتساءل بمرارة: "كيف يطلبون كفاءات بينما لا يدفعون للموجودين؟" محمد، خريج إدارة أعمال 2019 بمعدل 97%، يرفض حتى التقدم بسبب الراتب المتدني الذي لا يكفي لتغطية أجرة البيت. هذا الواقع يدفع الخبراء للتحذير من استمرار نزيف الكفاءات خارج البلاد، فيما تواجه الخدمات الحكومية تدهوراً مستمراً بسبب نقص الكوادر المؤهلة التي تبحث عن فرص أفضل.

ويبقى السؤال الأبرز معلقاً في سماء عدن المثقلة بالأزمات: هل ستدرك الحكومة أن بناء الوطن يحتاج لكل الأيدي العاملة وليس فقط للمثاليين في زمن الأزمات؟ أم ستستمر في وضع العوائق أمام شبابها بينما الرواتب متأخرة والخدمات متدهورة؟ الإجابة قد تحدد مصير جيل كامل من الخريجين اليمنيين الذين يتأرجحون بين الأمل المحطم والبحث عن بدائل خارج حدود الوطن.

اخر تحديث: 08 أكتوبر 2025 الساعة 03:20 صباحاً
شارك الخبر