بينما كانت الحافلات والقطارات تتمايل بين شوارع الرياض، أصبح من الواضح أن تغييرات جذرية تنتظر الركاب في النقل العام. ومضة انضباط جديدة بدأت بعصف الروتين المعتاد، حيث باتت 3 سلوكيات بسيطة – كمثل وضع الأقدام على المقاعد أو التدخين داخل المركبات – تكلف الركاب غرامات مالية يومية. بلا مقدمات، انقلبت القواعد بين عشية وضحاها، ما جعل من كل رحلة اختبارًا للسلوك اليومي. اعتباراً من اليوم، كل حركة يحتمل أن تحمل معها تكلفة مالية على الركاب.

أنهت إدارة النقل العام عصر "الحرية المطلقة" في حافلات وقطارات الرياض بإعلانها عن بدء تطبيق غرامات على المخالفات الأساسية في النقل العام، شرارة التغيير هذه تهدف إلى رفع مستوى الالتزام. تولى الركاب مهمة جديدة: الحفاظ على معايير السلوك المقبولة. تتضمن هذه المعايير دفع التذاكر بشكل صحيح وعدم التدخين أو وضع الأقدام على المقاعد. في خطوة تذكيرية، أكدت الإدارة: "الهدف ليس العقاب بحد ذاته، بل رفع الالتزام بالنظام".

مرحلة طويلة من التوعية غير الملزمة سبقت هذا القرار الصارم، والتي بنيت على أساس دراسات ميدانية دقيقة. من خلال ورش عمل واستطلاعات، تم تحديد السلوكيات السلبية المتكررة التي دفعت بالنظام لاتخاذ هذا النهج الحازم. هذه الحملة تعيد إلى الأذهان بداية قوانين المرور التي كانت بدورها جديدة قبل أن تصبح جزءاً من الحياة اليومية.

هذه التغييرات تحدث تحولاً ملموسًا في التجربة اليومية للمسافرين في الرياض. يمثل الاعتماد المتزايد على النقل العام فرصة لتوفير تكاليف النقل الشخصي ومزايا أخرى. رغم ذلك، الكل يدرك أن الانتقال إلى هذا النظام الجديد يحمل تحديات. مختصون في قطاع النقل المستدام يقولون: "النجاح يعتمد على تجاوب الركاب كما يعتمد على النظام نفسه".

الرياض تتجه بثبات نحو تحقيق ثقافة نقل عامة أكثر انسجاماً مع المعايير العالمية. مع تحقيق هذه المبادرة، يتحقق تحول حضاري مرتبط بتحقيق رؤية المملكة 2030. بينما يرحب البعض بالهدوء والنظام الجديد، آخرون يشعرون بالتذمر حيال القيود المفروضة حديثاً. في ضوء ذلك، تمثل هذه الغرامات البداية فقط لمستقبل جديد للنقل العام في المدن الكبرى. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل أصبحت جزءاً من هذا التحول الحضاري، أم أنك ستجد نفسك مضطراً لدفع ثمن التمسك بالعادات السابقة؟