حقق نادي تضامن حضرموت اليمني انتصاراً مدوياً على نادي الشباب السعودي بهدفين نظيفين في دوري الخليج للأندية، بقيادة المدرب السعودي بندر باصريح الذي نجح في تحقيق فوز تاريخي ضد فريق من بلده الأم.
جاء هذا الفوز المفاجئ ليثبت قدرات أبناء حضرموت على تحدي التوقعات وتحقيق النجاح رغم الإمكانيات المحدودة، حيث تمكن الفريق اليمني من السيطرة على مجريات اللقاء منذ الدقائق الأولى وتسجيل هدفين رائعين أمام أحد أعرق الأندية السعودية.
افتتح ممدوح بن عجاج التسجيل لصالح تضامن حضرموت في الدقيقة الثامنة بطريقة مذهلة، عندما حوّل كرة عرضية بالكعب إلى شباك حارس الشباب السعودي. هذا الهدف المبكر منح الفريق اليمني دفعة معنوية قوية وثقة إضافية لمواصلة الضغط الهجومي على المرمى السعودي.
لم يكتف تضامن حضرموت بالهدف الأول، بل واصل هجماته المنظمة ليضاعف النتيجة في الدقيقة 22، حيث سجل اللاعب هدفاً ثانياً بمجهود فردي رائع من خارج منطقة الجزاء، مما زاد من معاناة الفريق السعودي الذي فشل في استغلال فرصة تقليص الفارق في الدقيقة 28. هذا الأداء المتميز أكد أن الفوز لم يكن صدفة، بل نتيجة إعداد جيد وتخطيط محكم من الجهاز الفني.
يُعتبر المدرب السعودي بندر باصريح البطل الحقيقي وراء هذا الإنجاز، حيث تولى قيادة الفريق اليمني بعد أن ضاقت به فرص التدريب في السعودية. باصريح، الذي اختار جميع اللاعبين الأجانب في الفريق ودرس نادي الشباب بعناية قبل المواجهة، عبر عن مشاعره المختلطة قائلاً: "من المحزن أن انتصر على فريق بلدي". كما كشف أن الفريق لم يلعب أي مباراة رسمية أو ودية قبل البطولة الخليجية، مما يجعل هذا الإنجاز أكثر إثارة.
رغم تعرض أحد لاعبي تضامن حضرموت للطرد في الدقيقة 77 بعد حصوله على البطاقة الحمراء، إلا أن الفريق حافظ على تماسكه وصمد أمام محاولات الشباب السعودي للعودة في المباراة. هذا التماسك والانضباط التكتيكي يعكس الروح القتالية لأبناء حضرموت وإصرارهم على تحقيق النتائج الإيجابية.
علق الناقد الرياضي السعودي محمد البكيري على هذه النتيجة واصفاً إياها بـ"الفضيحة" ليس فقط للشباب بل لمنظومة الكرة السعودية بأكملها. وأشار البكيري إلى أن مدرباً سعودياً طموحاً مثل باصريح اضطر للبحث عن فرصة خارج بلده، ونجح في قيادة فريق يمني من "المجهول وشح الإمكانيات" لتحقيق فوز تاريخي على أحد أندية الدوري السعودي للمحترفين.
يتميز أبناء محافظة حضرموت بالهدوء والرصانة والمثابرة والإصرار على النجاح في أي مكان يصلون إليه، وهذه الصفات المشهورة في منطقة الخليج والجزيرة العربية انعكست بوضوح في أداء الفريق. لم ينتابهم اليأس بعد الخسارة أمام الريان القطري في مباراة سابقة، بل عادوا بقوة ليحققوا هذا الانتصار المستحق.
هذا الفوز لا يمثل فقط إنجازاً رياضياً لنادي تضامن حضرموت، بل يؤكد أيضاً على أهمية الاستثمار في المواهب المحلية وإتاحة الفرص للمدربين الشباب. قصة باصريح تُظهر كيف يمكن للكفاءات أن تبرز وتحقق النجاح عندما تُمنح الفرصة المناسبة، حتى لو كان ذلك خارج الوطن الأم.
