126 شخصاً في الأحساء استيقظوا من صمت دام سنوات، ليسمعوا العالم من جديد. طفل عمره 9 أشهر يسمع صوت أمه لأول مرة، ورجل عمره 73 عاماً يستعيد الأصوات بعد عقود من الصمت. كل يوم تأخير في العلاج يعني فقدان فرص ذهبية لاستعادة السمع. ثورة طبية تحدث الآن في قلب المملكة عبر مركز زراعة القوقعة في مستشفى الجبر.
مركز زراعة القوقعة في مستشفى الجبر يحقق إنجازاً طبياً بـ126 عملية ناجحة في أقل من عامين. بمعدل عملية كل ستة أيام، تمكن المركز من تغطية نطاق عمري يمتد من 9 أشهر إلى 73 عاماً. حسب أحد المسؤولين، "هذا الإنجاز ليس مجرد رقم، بل قصة نجاح تتجسد في تحسين نوعية حياة مئات الأفراد"، حيث تحول حياة 126 عائلة من اليأس إلى الأمل، من الصمت إلى الحياة الطبيعية.
افتتح المركز منتصف 2023 ضمن خطة شاملة لتطوير الرعاية الصحية المتخصصة. إنطلاقاً من رؤية 2030 وتحقيق التحول الرقمي، اعتمد المركز على الاستثمار في التكنولوجيا الطبية المتقدمة. وبينما بدأت زراعة القوقعة عالمياً في السبعينات، يتوقع الخبراء أن تتوسع هذه الخدمة لتشمل مراكز أخرى في المملكة، مع تطوير تقنيات أكثر تقدماً تلبي احتياجات أكبر.
التغيير يطال حياة الأفراد اليومية. الأطفال الذين يمكنهم الآن الالتحاق بالمدارس العادية، والكبار الذين استعادوا قدرتهم على العمل والمشاركة الاجتماعية. بفضل هذه الإنجازات، تتخلص الأسر من عبء الرعاية المكثفة. ولكن يجب أخذ تحذيرات الأطباء على محمل الجد: أهمية التشخيص المبكر وضرورة التأهيل المستمر بعد العملية. أشادت بعض الجهات الدولية بهذا التقدم، مما يعزز الفخر المحلي ويسلط الضوء على تطلعات لتوسع أكبر.
126 عملية ناجحة تعيد الأمل وتؤكد ريادة المملكة في الطب المتقدم. ومع اتجاه المركز لتوسيع خدماته وتطوير تقنيات أكثر تقدماً، يصبح من الضروري على الأسر المتأثرة التواصل للاستفادة من هذه الخدمات المتطورة. هل ستكون هذه بداية عصر جديد حيث يصبح فقدان السمع مجرد ذكرى من الماضي؟
