في تطور صادم هز الأسواق الجنوبية اليمنية، انفجرت أسعار الذهب بزيادة جنونية قدرها 1,275 ريال يمني للكسر الواحد خلال ساعات قليلة فقط، مسجلة قفزة تاريخية وصلت لـ3000 نقطة في يوم واحد. كسر واحد من الذهب أصبح يكلف أكثر من راتب شهري كامل، والمحلات تشهد ازدحاماً غير مسبوق وسط حالة هستيريا حقيقية بين المستثمرين والمشترين.
فاطمة محمد، عروس من عدن، تصف صدمتها: "جئت لشراء طقم زفافي فوجدت السعر ارتفع بـ1,275 ريال عن الأمس، اضطررت لتأجيل الشراء". بينما يحتفل أحمد التاجر، صائغ الذهب الشهير في عدن، بأرباح استثنائية حققها من هذا الارتفاع المدوي. الكسر السعودي قفز من 382.44 إلى 385.44 ريال، بينما الكسر اليمني سجل رقماً قياسياً وصل لـ163,812 ريال يمني، وسط أصوات جرس المحلات وصيحات الدهشة من المشترين.
هذا الارتفاع الصاروخي يذكّر بأزمة الذهب في الثمانينات، حيث تتداخل عوامل الضغوط الاقتصادية المحلية مع تقلبات الأسواق العالمية وعدم الاستقرار الجيوسياسي في المنطقة. د. عبدالله الاقتصادي، المحلل المالي البارز، يتوقع "مزيداً من الارتفاعات في الأسابيع القادمة بسبب تذبذب العملة اليمنية والأوضاع الإقليمية المتوترة". اليمن، الذي يعتبر تاريخياً من أكبر مستهلكي الذهب في المنطقة العربية، يواجه الآن تحدياً حقيقياً في الحفاظ على هذا التقليد العريق.
سالم المشتري، الذي شاهد الازدحام غير المسبوق في محلات الذهب، يروي: "الناس في حالة ذعر، منهم من يبيع بسرعة ومنهم من يشتري خوفاً من ارتفاع أكثر". المناسبات الاجتماعية تواجه أزمة حقيقية، حيث تضطر العائلات لتأجيل حفلات الزفاف أو تقليل كمية الذهب المشتراة. المشهد في الأسواق أصبح كمسرح درامي: بريق الذهب تحت الأضواء، وجوه القلق على المشترين، ورائحة التوتر تملأ المحلات التجارية. الخبراء ينصحون بالاستثمار التدريجي وعدم الاستعجال، بينما يحذرون من قرارات الشراء المتسرعة في ظل هذا التذبذب العنيف.
بينما يحتفل التجار والمستثمرون الأذكياء بهذه الفرصة الذهبية، يبقى السؤال الأهم: هل ستستمر هذه القفزة الجنونية أم ستشهد الأسواق انهياراً مفاجئاً؟ العرائس والعائلات في انتظار، والمستثمرون يراقبون بعيون لا تنام، في سباق محموم مع الزمن والأرقام التي ترقص أمام أعينهم كالنار.
