في أقل من 48 ساعة، سقطت إمبراطورية إعلامية عمرها 15 عاماً، فقد ألغيت ثلاثة برامج سخرية سياسية ليبرالية شهيرة بعدما أعلن ترمب على منصته "تروث سوشال" عن إيقاظ عصر جديد من المحاسبة. الرجل الذي سخروا منه آلاف المرات عاد ليمحوهم من الوجود. التغيير يحدث الآن، والمشهد الإعلامي لن يكون كما كان أبداً.
بضربة قلم إلكترونية واحدة على منصة "تروث سوشال"، أعلن ترمب بداية عصر جديد; إذ أنهي برنامج جيمي كيميل الذي كان يعاني من تراجع في نسب المشاهدة بنسب كبيرة. ووصفه ترمب بعبارة "صفر موهبة"، في لفتة واضحة لقتل الكوميديا الليبرالية الراحلة. سيطرت الصدمة على استوديوهات هوليوود وأثارت رعب النجوم.
الصراع بدأ منذ اللحظة الأولى لترشح ترمب للرئاسة، حيث تحولت برامج السخرية لمنصات هجوم يومي عليه. تراجع نسب المشاهدة وتغير المزاج الشعبي، إلى جانب صعود حركة "ماغا"، وضعت هؤلاء الكوميديين تحت مقصلة القرار. كما كان الانقسام الأمريكي قديما خلال الحرب الأهلية، اليوم تنقسم عبر الشاشات. الخبراء يرون أن ما يحدث الآن ما هو إلا البدء بموجة عكسية أقوى في السنوات القادمة.
ملايين الأمريكيين يفقدون مصدرهم اليومي للأخبار والترفيه السياسي بعد هذه القرارات، ما يفتح الباب أمام إعادة تشكيل جذرية للمشهد الإعلامي الأمريكي. الخطوة تحمل خطرًا على حرية التعبير؛ لكنها توفر أيضًا فرصة لظهور أصوات جديدة. تُظهر ردود الأفعال المتنوعة احتفالاً بين المحافظين وذعراً عند الليبراليين، بينما يتابع العالم بقلق تطورات الحدث.
سقوط إمبراطورية الكوميديا الليبرالية ليس نهاية بحد ذاتها، بل هو بداية فصل جديد من الصراع في الولايات المتحدة. تلوح في الأفق موجة ليبرالية مضادة تتسارع نحو السعي لمزيد من الانقسام، مع دعوة لمراقبة المشهد عن كثب وتنويع مصادر الأخبار استعداداً للتغيير. يبقى السؤال مفتوحًا: هل نشهد نهاية الديمقراطية الأمريكية كما نعرفها، أم بداية تطهير صحي للمشهد الإعلامي؟ الأيام القادمة ستجيب...