في إطار ثورة خضراء تشهدها المملكة اليوم، ستتحول مساجد المدينة المنورة إلى جنة خضراء! من خلال زراعة 100,000 شتلة في ساحاتها، يساهم 7,400 متطوع في استثمار 375,000 ساعة من العمل المجاني لخدمة بيوت الله! المشروع انطلق فعلياً، والفرصة متاحة الآن لمن يرغب في أن يكون جزءاً من هذا الإنجاز التاريخي وتحقيق تحول جذري في المشهد البيئي للمساجد.
أطلق وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، معالي الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، أكبر مشروع تخضير للمساجد في التاريخ. يأتي هذا في سياق مبادرة "مساجدنا خضراء"، حيث سيكون لها تأثير عميق بتحويل المساجد من مجرد أماكن عبادة إلى مراكز حضارية خضراء تقدم خدمة للمجتمع، ويعزز المشروع الاستدامة من خلال خمس مراحل زمنية، متوقعاً توفير 60 مليون ريال.
خلال العقود الماضية، قطعت الوزارة شوطاً طويلاً في تعزيز دور المساجد، واليوم تأخذ هذه الجهود منحى جديداً بإدخال العناصر البيئية. يدعم هذا المشروع رؤية 2030، والتي تسعى إلى استدامة البيئة، بفضل الدعم الحكومي ومساهمة المجتمع. ويشير الخبراء إلى إمكانية توسيع التجربة لتشمل جميع مناطق المملكة، بل وتطبيقها عالمياً كنموذج يحتذى به.
وبالتأكيد ستؤثر هذه المبادرة نوعياً على حياة المواطنين اليومية، حيث ستعمل على تحسين جودة الهواء وتقليل الحرارة المحيطة بالمساجد، مما يزيد من جاذبيتها. يُعد المشروع فرصةً ذهبية للمشاركة في صنع التاريخ البيئي، وهو ما يعكس حماساً شعبياً واسعاً، وإشادة من الخبراء البيئيين، واهتمام إعلامي محلي ودولي.
ولختم هذه الرحلة البيئية الملهمة، يجدر بنا أن نتساءل: "هل ستكون جزءاً من ثورة الخضرة التي ستغير وجه مساجدنا إلى الأبد؟" في ضوء هذا المشروع الضخم، ومشاركة شعبية واسعة وفوائد بيئية واقتصادية جمة، يأمل الجميع في انتشار هذا النموذج وتحوله إلى جزء من مفهوم المساجد الحديثة.
