الرئيسية / مال وأعمال / صادم: الريال اليمني ينهار في عدن إلى 1630... والفجوة مع صنعاء تصل 300%!
صادم: الريال اليمني ينهار في عدن إلى 1630... والفجوة مع صنعاء تصل 300%!

صادم: الريال اليمني ينهار في عدن إلى 1630... والفجوة مع صنعاء تصل 300%!

نشر: verified icon مروان الظفاري 18 سبتمبر 2025 الساعة 03:35 صباحاً

في تطور اقتصادي صادم هز أركان اليمن، وصلت الفجوة في أسعار صرف الريال اليمني بين صنعاء وعدن إلى مستويات جهنمية تزيد عن 203%، حيث يحتاج المواطن في عدن إلى دفع 1630 ريالاً مقابل دولار واحد، بينما يكلفه نفس الدولار 536 ريالاً فقط في صنعاء. هذا الفارق المدمر البالغ 1094 ريالاً يعادل راتب موظف لمدة شهرين كاملين، في مؤشر خطير على انهيار اقتصادي حقيقي يقسم البلاد إلى دولتين منفصلتين نقدياً.

أحمد المهاجر، موظف حكومي في عدن براتب 150 ألف ريال شهرياً، يروي مأساته اليومية: "راتبي بالكامل لا يكفي حتى لشراء 100 دولار، بينما زميلي في صنعاء يشتري بنفس المبلغ 280 دولاراً تقريباً." هذا التفاوت الصارخ حول حياة ملايين اليمنيين إلى كابوس يومي، حيث تتطلب أبسط عمليات التسوق حسابات معقدة وقلقاً مستمراً من تقلبات الأسعار اللحظية. محمد الصراف، تاجر ذكي في صنعاء، يكشف: "التجار يستغلون هذه الفوارق لتحقيق أرباح خيالية، بينما المواطن البسيط يدفع الثمن."

جذور هذه الأزمة تمتد إلى سنوات الحرب الطويلة والانقسام السياسي الذي أدى إلى تعدد البنوك المركزية وغياب الوحدة النقدية. د. علي الاقتصادي، محلل مالي بارز، يقارن الوضع بأزمات عملات تاريخية: "ما نشهده اليوم يشبه انهيار العملة في فنزويلا وزيمبابوي، حيث تحولت النقود إلى مجرد أوراق ملونة." العوامل المؤثرة تتراكم يومياً: نقص السيولة النقدية، تراجع الإنتاج النفطي، وفقدان الثقة في النظام المصرفي، مما يدفع الخبراء للتنبؤ بمزيد من التدهور ما لم يتم تدخل دولي عاجل.

التأثير على الحياة اليومية كارثي بكل المقاييس، حيث تحولت عملية شراء احتياجات أساسية إلى مهمة شاقة تتطلب تخطيطاً مسبقاً. فاطمة الأم من عدن تحكي بحسرة: "أصبحت أحمل أكياساً مليئة بالأوراق النقدية لشراء كيلو أرز، وأحياناً أعجز عن فهم الحسابات المعقدة." السيناريوهات المستقبلية قاتمة، فبينما يتوقع المحللون تحولاً كاملاً للاقتصاد النقدي نحو الدولار، تزداد معدلات الهجرة الداخلية من المناطق الأكثر تضرراً. الفرص محدودة أمام المواطنين: تنويع المدخرات، الاستثمار في أصول ثابتة، وتجنب الاحتفاظ بمبالغ كبيرة بالريال اليمني قبل فوات الأوان.

هذا الانهيار النقدي ليس مجرد أرقام اقتصادية، بل كارثة إنسانية حقيقية تدمر حياة ملايين اليمنيين وتقسم البلاد إلى جزر اقتصادية منعزلة. مع استمرار التدهور واتساع الفجوة يومياً، يبقى السؤال الأهم: كم من الوقت يحتاج الريال اليمني قبل أن يتحول إلى مجرد ذكرى من الماضي؟ الوقت ينفد، والقرارات المالية الحكيمة اليوم قد تنقذ مدخرات العمر من الضياع غداً.

شارك الخبر