تواصل هيئة الأدب والنشر والترجمة قيادة المشاركة السعودية في معرض موسكو الدولي للكتاب 2025، من خلال تحالف ثقافي استثنائي يضم ثماني جهات متخصصة، في خطوة تؤكد عزم المملكة العربية السعودية على ترسيخ مكانتها الثقافية على الساحة الدولية. يقام المعرض في العاصمة الروسية موسكو خلال الفترة من 3 إلى 7 سبتمبر 2025، ويشهد مشاركة دولية واسعة النطاق.
وتشمل التحالف الثقافي السعودي المشارك في المعرض كرسي اليونسكو لترجمة الثقافات، ومجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، إلى جانب مكتبة الملك فهد الوطنية ووزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد. كما تضم قائمة المشاركين مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، وجمعية النشر، وجمعية الترجمة، بالإضافة إلى شركة ناشر للنشر والتوزيع.
قصة حضارة نابضة بالأصالة؛ يحكيها جناح المملكة المشارك في #معرض_موسكو_الدولي_للكتاب_2025#هيئة_الأدب_والنشر_والترجمةpic.twitter.com/DvkwZUCebD
— هيئة الأدب والنشر والترجمة (@LPTC_MOC) September 3, 2025
ويمثل هذا التجمع الثقافي المتنوع استراتيجية شاملة لعرض الهوية الثقافية السعودية بأبعادها المختلفة، حيث تركز كل جهة على مجال اختصاصها لتقديم صورة متكاملة عن الإنجازات الثقافية والفكرية للمملكة. وتأتي هذه المشاركة ضمن الجهود المتواصلة لتطوير العلاقات الثقافية السعودية الروسية، وفتح آفاق جديدة للتعاون في مجالات الأدب والنشر والترجمة.
وأشار الدكتور عبداللطيف الواصل، الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر والترجمة، إلى أن المشاركة تهدف لإبراز الوجه المعاصر للثقافة الوطنية وتعريف الجمهور الدولي بالمواهب الأدبية والإبداعية السعودية. وتركز الهيئة على إتاحة فرص تعاون نوعية في قطاعات الأدب والنشر والترجمة، مما يوسع من نطاق وصول المحتوى السعودي للقراء عبر العالم.
وتتضمن الأنشطة المقررة في الجناح السعودي برنامجاً ثقافياً متنوعاً يشمل ندوات أدبية متخصصة وجلسات حوارية تفاعلية، بالإضافة إلى أمسيات شعرية بمشاركة نخبة من الأدباء والمثقفين السعوديين. هذا التنوع في الأنشطة يهدف إلى استعراض ملامح الإبداع في المشهد الثقافي السعودي المعاصر وتقديم نماذج حية من التطور الثقافي الذي تشهده المملكة.
وتمثل مشاركة وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد ومجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بُعداً دينياً مهماً، حيث تسعى هاتان الجهتان لتعريف الزوار بالجهود السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين، وإبراز الدور الريادي للمملكة في نشر التعاليم الإسلامية الصحيحة والاهتمام بالقرآن الكريم وعلومه.
كما تسعى المشاركة إلى تحقيق أهداف اقتصادية من خلال الترويج للفرص الاستثمارية في القطاع الثقافي السعودي، ودعم دور النشر الوطنية لتمكينها من بناء شراكات دولية استراتيجية. هذا التوجه يتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 التي تضع الثقافة في قلب التنمية المستدامة وتعتبرها جسراً للتواصل الحضاري مع العالم.
وتعكس المشاركة الحادية عشرة للمملكة في معارض الكتب العالمية خلال العام الحالي مدى الجدية في تطبيق الاستراتيجية الثقافية الطموحة، والتي تهدف لترسيخ صورة الأدب السعودي كجسر للحوار والتفاهم مع الحضارات الأخرى. هذا النشاط المكثف يؤكد على الالتزام السعودي بتعزيز الوعي بالموروث الثقافي المحلي على النطاق العالمي، وبناء شبكة علاقات ثقافية واسعة تخدم أهداف التنمية الشاملة.
ويأتي اختيار روسيا كوجهة للمشاركة الثقافية ضمن الجهود الدبلوماسية الناعمة التي تنتهجها المملكة لتوطيد علاقاتها مع القوى العالمية المؤثرة، حيث تمثل الثقافة أداة فعالة لبناء جسور التفاهم والتعاون طويل المدى بين الشعوب والحضارات.
في سياق متصل: السعودية تشارك في معرض موسكو الدولي للكتاب 2025