شهدت المملكة العربية السعودية حدثاً وطنياً مهماً بإلقاء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الخطاب الملكي السنوي لافتتاح أعمال السنة الثانية من الدورة التاسعة لمجلس الشورى نيابةً عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حيث كشف الخطاب عن أرقام قياسية حققها المجلس خلال العام الماضي، إذ أصدر 462 قراراً وعقد 315 اجتماعاً، مما يعكس دوره المحوري في تعزيز رؤية المملكة 2030 وترسيخ العمل المؤسسي التشريعي.
أكد الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، رئيس مجلس الشورى، أن الخطاب الملكي السنوي يمثل مرجعاً أساسياً يستلهم منه المجلس مرتكزات العمل التشريعي والرقابي، مشيراً إلى أن هذا الحدث الوطني المهم ينتظره الجميع بفارغ الصبر لما يحمله من مضامين سامية وتوجهات استراتيجية واضحة تُعين المجلس على أداء مهامه على أكمل وجه.
حقق مجلس الشورى خلال السنة الأولى من الدورة التاسعة إنجازاً تشريعياً ملحوظاً، حيث أصدر 462 قراراً على مدى 41 جلسة عامة، تناولت موضوعات متنوعة تمس جوانب مختلفة من الشأن الوطني. وبالتوازي مع ذلك، عقدت لجان المجلس المتخصصة 315 اجتماعاً مكثفاً ناقشت خلالها التقارير السنوية للجهات الحكومية، بحضور 248 مسؤولاً حكومياً، مما يجسد مبدأ الشفافية وتكامل الأدوار بين مختلف المؤسسات الوطنية.
وفي السياق ذاته، شهدت الدبلوماسية البرلمانية للمجلس نشاطاً متنوعاً وفاعلاً خلال العام الماضي، إذ بلغ عدد مناشطها الداخلية والخارجية 146 منشطاً، مما يعكس حضوراً مؤثراً للمجلس في المحافل الإقليمية والدولية، وإسهامه الفعال في تعزيز العلاقات البرلمانية وتبادل الخبرات مع مختلف البرلمانات العالمية، بما يدعم السياسة الخارجية للمملكة ويبرز مواقفها العادلة.
ثمن رئيس مجلس الشورى عالياً تفضل سمو ولي العهد بإلقاء الخطاب الملكي السنوي نيابةً عن خادم الحرمين الشريفين، مؤكداً أن هذا الخطاب يتضمن تبياناً شاملاً لسياسة المملكة الداخلية والخارجية، ويحمل رؤى وتوجيهات تترجم حرص القيادة الحكيمة على مواصلة مسيرة البناء والتنمية، وتبرز مكانة المملكة ودورها المهم على المستويين الإقليمي والدولي، بما يعكس ثقلها السياسي والاقتصادي ورسالتها في نشر مبادئ الإنسانية الراسخة.
أشار آل الشيخ إلى أن مجلس الشورى يتطلع لاستلهام ما يحمله الخطاب الملكي من مرتكزات مسيرة التطوير والنماء، بما ينسجم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، مؤكداً أن المجلس يسعى عبر أعماله وقراراته إلى الإسهام الجاد والفاعل في تحقيق التحولات الكبرى التي تشهدها المملكة في مختلف المجالات، سواء في التنويع الاقتصادي أو التقدم التقني أو النهضة في المشاريع الكبرى أو التنمية البشرية.
وأوضح رئيس المجلس أن التطور المتسارع الذي تشهده المملكة على جميع المستويات يقترن بسياسة خارجية متوازنة وفاعلة تعزز من حضور المملكة على مختلف الأصعدة، وتؤكد التزامها الثابت بالوقوف مع القضايا العادلة، وبناء الشراكات الاستراتيجية، والمضي قدماً نحو تحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة والعالم، مما يعكس دور المملكة الريادي في المنطقة.
اختتم رئيس مجلس الشورى تصريحه بالتأكيد على أن هذه الإنجازات المتحققة تأتي انعكاساً مباشراً للدعم المتواصل والمستمر من القيادة الحكيمة، وتشكل حافزاً قوياً للمجلس لتعزيز دوره في المرحلة المقبلة، مسترشداً دائماً بما سيتضمنه الخطاب الملكي من توجيهات ورؤى حكيمة ترسم ملامح السياسة العامة للدولة وتوجه عمل المجلس بما يخدم تطلعات الوطن والمواطن.