حوّلت مؤسسة التائب الخيرية احتفالها بالمولد النبوي الشريف إلى نموذج متكامل للعطاء المستدام، حيث تجاوزت المناسبة الدينية لتصبح منظومة شاملة تجمع بين تكريم حفظة القرآن الكريم وتقديم الدعم المادي والمعنوي للمحتاجين في محافظة الغربية.
شهدت الاحتفالية التي أقامتها مؤسسة الدكتور وليد التائب الخيرية حضوراً مميزاً من علماء الدين، على رأسهم فضيلة الدكتور الشيخ محمد عبد الصمد والمنشد الديني الشيخ كمال مطر، إلى جانب فضيلة الدكتور ياسر الغيطي والشيخ طه المشرفَين على الحفل الختامي لمسابقة حفظة القرآن الكريم.

ما يميز هذه الاحتفالية عن غيرها من المناسبات الدينية التقليدية هو تحويلها لمنظومة عطاء حقيقية، حيث حصل الفائزون من حفظة القرآن الكريم على مبالغ مالية وهدايا عينية تقديراً لجهودهم في حفظ كتاب الله، بينما تم توزيع حلوى المولد النبوي الشريف على جميع الحضور في أجواء من البهجة والفرحة الروحانية.
أكد الدكتور وليد التائب أن المؤسسة تتبنى رؤية شاملة للعمل الخيري تتجاوز حدود المناسبات الموسمية، مشيراً إلى أن "بوصلة العطاء" توجهت نحو تقديم الغذاء والكساء للمحتاجين، إضافة إلى توفير الدعم الطبي والتعليمي وضمان المياه النقية للمجتمعات الأكثر احتياجاً. كما تولي المؤسسة اهتماماً خاصاً بذوي الاحتياجات الخاصة باعتبارهم أولوية في منظومتها الإنسانية.

هذا التوجه يعكس فهماً عميقاً لمعنى الاحتفاء بالمولد النبوي، حيث لا يقتصر الأمر على المظاهر الاحتفالية التقليدية، بل يمتد ليشمل ترجمة القيم النبوية إلى ممارسات عملية تخدم المجتمع. فالمؤسسة تعمل على ربط الأجيال الجديدة بكتاب الله من خلال تشجيع حفظة القرآن، بينما تستجيب في الوقت نفسه للاحتياجات العاجلة للمحتاجين في مختلف المجالات.
تابع الحضور الفعالية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يمكن متابعة أنشطة المؤسسة من خلال الفيس بوك، مما يؤكد حرصها على التواصل المستمر مع المجتمع ونشر رسالتها الإنسانية على نطاق أوسع.
خرجت الاحتفالية برسالة واضحة مفادها أن ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم ليست مجرد مناسبة سنوية للاحتفال، وإنما دعوة متجددة لتجسيد القيم النبيلة في أعمال ملموسة تخدم الإنسان وتبني جسور التكافل الاجتماعي، مما يجعل من مؤسسة التائب الخيرية نموذجاً يُحتذى به في تحويل المناسبات الدينية إلى منظومات عطاء مستدامة.