كشف توماس توخيل، المدير الفني لمنتخب إنجلترا، عن استعداده لقيادة الأسود الثلاثة في عودتهم التاريخية إلى ملعب "فيلا بارك" في برمنجهام للمرة الأولى منذ فبراير 2005، وذلك لمواجهة أندورا اليوم ضمن الجولة الحادية عشر من تصفيات كأس العالم 2026. العودة بعد عقدين من الزمن تأتي بسبب انشغال ملعب "ويمبلي" الرئيسي بحفل موسيقي لفرقة "كولدبلاي" ضمن جولتها العالمية، مما يضفي طابعاً خاصاً على المباراة.
اختار المدرب الألماني تشكيلة هجومية قوامها هاري كين وماركوس راشفورد في المقدمة، مؤكداً عزمه على تصحيح الأخطاء التي وقع فيها فريقه خلال المواجهة السابقة مع نفس المنافس. وفي اعتراف صريح، وصف توخيل تحدي الفوز على المنتخب المصنف 174 عالمياً بأنه "مثل مضغ العلكة"، مشيراً إلى ضرورة إظهار حماس أكبر مما أبداه المنتخب في انتصاره الصعب 1-0 في يونيو الماضي.
"لم يعجبني الأمر، وهو يعود لي أيضاً، لم يكن هيكل اللعب مثالياً لتسريع وتيرة المباراة"، قال توخيل في المؤتمر الصحفي، متحملاً المسؤولية الكاملة عن الأداء المخيب للآمال. وأضاف المدرب البالغ من العمر 51 عاماً: "سهلنا على أندورا إيجاد اللحظات المناسبة لغلق الدفاعات وإبطاء إيقاع لعبنا، وسنحاول إيجاد حلول لكسر التكتل بشكل أفضل."
يقود إنجلترا المجموعة 11 برصيد 9 نقاط بعد تحقيق ثلاثة انتصارات متتالية، بينما يقبع منتخب إنجلترا في قاع الترتيب دون أي نقاط. هذا التفاوت الكبير في المستوى لم يمنع توخيل من التحذير من الاستهانة بالمنافس الصغير، خاصة وأن فريق أندورا "يعرف كيف يلعب بعد 8 إلى 10 سنوات تحت قيادة نفس المدرب".
جاءت التشكيلة الأساسية التي أعلنها توخيل متوازنة بين الخبرة والحيوية، حيث سيدافع جوردان بيكفورد عن مرمى إنجلترا، بينما سيشكل ريس جيمس ومارك جيهي وبراون ولويس سكيلي الخط الدفاعي. في الوسط، سيلعب ديكلان رايس وجوردان هندرسون إلى جانب نوني مادويكي وإيبيريشي إيزي، قبل أن يقود الثنائي الهجومي كين وراشفورد خط المقدمة.
تشهد المباراة غيابات مؤثرة، حيث أعلن توخيل استبعاد جون ستونز، مدافع مانشستر سيتي، من المعسكر بسبب "مشاكل عضلية بسيطة" لم تتحسن كما كان متوقعاً. كما يغيب كول بالمر لاعب تشيلسي بسبب إصابة في الفخذ، فيما خرج ترينت ألكسندر-أرنولد من حسابات المدرب الفنية.
يدرك توخيل أن إنجلترا لم تخسر أمام أندورا في سبع مواجهات سابقة، حيث لم يتمكن المنتخب الصغير من تسجيل أي هدف خلال تلك اللقاءات. لكن المدرب الألماني يريد أن يرى "حماساً أكبر" و"تماسكاً أفضل" من لاعبيه، مؤكداً أنه "سعيد بالتفاعل والجودة والتماسك بين اللاعبين" خلال التدريبات الأخيرة.
مع اقتراب موعد انطلاق كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، يسعى توخيل لبناء فريق متماسك قادر على المنافسة على أعلى المستويات. العودة إلى "فيلا بارك" بعد عقدين من الغياب تمثل فرصة مثالية لإظهار التطور والنضج الذي يريده المدرب من منتخبه، خاصة مع وجود جمهور محلي متحمس لرؤية الأسود الثلاثة في أفضل حالاتهم استعداداً للتحديات الأكبر المقبلة في رحلة التصفيات.