تشهد جمهورية مصر العربية تنوعاً جغرافياً ملحوظاً في مواقيت الصلاة عبر مدنها التسع والسبعين، حيث تختلف التوقيتات من محافظة لأخرى بناءً على الموقع الجغرافي وخطوط الطول والعرض، وذلك وفقاً للحسابات الفلكية الدقيقة التي تعتمدها الهيئة المصرية العامة للمساحة.

ويبدأ يوم السبت 6 سبتمبر 2025 بتوقيتات متباينة للفجر تتراوح بين الساعة 4:52 صباحاً في رفح الجديدة شرق البلاد، والساعة 5:30 صباحاً في واحة سيوة غرباً، مما يعكس امتداد مصر الجغرافي الواسع عبر خطوط الطول المختلفة.

وتسجل القاهرة، العاصمة، توقيتات الصلوات الخمس كالتالي: الفجر عند 5:06 صباحاً، والظهر في 12:53 ظهراً، والعصر عند 4:26 مساءً، والمغرب في 7:11 مساءً، بينما تُرفع تكبيرة العشاء في 8:30 مساءً. هذه التوقيتات تمثل المعيار الرئيسي الذي تتبعه معظم المحافظات المركزية في الدلتا والصعيد.

في الإسكندرية، عروس البحر المتوسط، تتأخر المواقيت قليلاً مقارنة بالقاهرة، حيث يُؤذن للفجر عند 5:09 صباحاً، ويمتد وقت العشاء حتى 8:37 مساءً، وهو ما يعكس موقعها الساحلي الشمالي وتأثير خطوط العرض على حساب المواقيت الفلكية.

أما المدن الحدودية والساحلية فتظهر تنوعاً أوسع في التوقيتات، ففي شرم الشيخ بجنوب سيناء يبدأ الفجر مبكراً عند 4:57 صباحاً وينتهي العشاء في 8:15 مساءً، بينما في مطروح بالساحل الشمالي الغربي يتأخر الفجر حتى 5:19 صباحاً ويمتد العشاء حتى 8:49 مساءً، مما يُبرز الفروقات الجغرافية الواضحة.

وفي محافظات الصعيد، تتقارب التوقيتات بشكل ملحوظ، حيث تسجل أسوان - أقصى جنوب مصر - أوقاتاً مبكرة نسبياً للصلوات، فالفجر عند 5:08 صباحاً والعشاء في 8:16 مساءً، بينما تتوسط محافظة قنا هذه التوقيتات مع الفجر عند 5:06 صباحاً والعشاء في 8:19 مساءً.

وتشهد المدن الجديدة والعاصمة الإدارية الجديدة توقيتات متقاربة مع العاصمة القديمة، حيث يُؤذن الفجر في العاصمة الإدارية عند 5:03 صباحاً ويختتم العشاء في 8:28 مساءً، مما يسهل على المقيمين والعاملين في هذه المناطق الحديثة التنقل والعمل دون الحاجة لتعديل جداولهم الزمنية.

ويُلاحظ أن مواقيت الصلاة في المناطق السياحية مثل الغردقة ونويبع وطابا تتميز بكونها أكثر تبكيراً من المدن الداخلية، حيث تبدأ صلاة الفجر في نويبع عند 4:54 صباحاً، وهو الأمر الذي يُراعي طبيعة هذه المناطق الساحلية وموقعها الشرقي.

أما في الواحات والمناطق الصحراوية، فتسجل واحة سيوة أكثر التوقيتات تأخيراً للفجر والعشاء، حيث يبدأ الفجر عند 5:30 صباحاً وينتهي العشاء في 8:52 مساءً، مما يعكس موقعها الغربي النائي وتأثيره على الحسابات الفلكية.

وتتراوح أوقات موعد أذان الظهر عبر البلاد بين 12:32 ظهراً في حلايب جنوباً و1:18 ظهراً في السلوم شمالاً، وهو ما يُظهر التنوع الجغرافي الهائل للأراضي المصرية وتأثيره المباشر على مواقيت العبادة.

كما تشهد مدن القناة - الإسماعيلية وبورسعيد والسويس - توقيتات متوسطة تقع بين توقيتات القاهرة والمدن الساحلية الشرقية، حيث يُؤذن الفجر في الإسماعيلية عند 5:01 صباحاً ويختتم العشاء في 8:27 مساءً، مما يناسب طبيعة هذه المدن الاستراتيجية وموقعها الجغرافي المتميز.

ويُحسب التوقيت الفلكي للصلوات وفقاً لمعايير دقيقة تعتمد على حركة الشمس وزاويتها مع الأرض، حيث يبدأ الفجر مع ظهور الخيط الأبيض الصادق في الأفق الشرقي، ويحين الظهر بزوال الشمس عن كبد السماء، بينما يدخل العصر عندما يصبح ظل الشيء مساوياً لطوله، ويحل المغرب مع غروب كامل قرص الشمس، وينتهي النهار بدخول العشاء عند غياب الشفق الأحمر.

وتستند الجداول الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للمساحة إلى أحدث الحسابات الفلكية والتقنيات الرقمية المتطورة، مما يضمن دقة المواقيت ويساعد المسلمين في جميع أنحاء الجمهورية على أداء فرائضهم في أوقاتها المحددة شرعياً.

ومع تقدم أيام شهر سبتمبر، ستشهد هذه المواقيت تغيراً تدريجياً نتيجة ميل الشمس مع اقتراب دخول فصل الخريف، حيث ستتراجع أوقات الظهر والعصر دقائق معدودة، بينما ستتقدم أوقات المغرب والعشاء تدريجياً، وهو ما يستدعي المتابعة اليومية للجداول المُحدثة لضمان أداء الصلوات في أوقاتها الصحيحة.