شهد الدولار الأمريكي قفزة واضحة في السوق السوداء ليصل إلى 49.40 جنيه للبيع، بينما استقر سعره في البنوك الرسمية عند مستوى 48.60 جنيه، مما يعكس تفاقم أزمة نقص المعروض من العملة الصعبة وزيادة الضغط على السوق الموازية في مصر.
سجل سعر الدولار في السوق السوداء يوم الثلاثاء 48.40 جنيه للشراء مقابل 49.40 جنيه للبيع، بارتفاع نسبته 0.41% عن اليوم السابق، أي بزيادة قدرها 0.20 جنيه. هذا الارتفاع الملحوظ جاء في ظل استمرار نقص المعروض من العملات الأجنبية داخل البنوك المصرية وزيادة الطلب من المستوردين والمواطنين الراغبين في السفر.
في المقابل، حافظت البنوك الرسمية على استقرار نسبي في أسعار الدولار، حيث أعلن البنك المركزي المصري عن تثبيت السعر عند 48.45 جنيه للشراء و48.59 جنيه للبيع. كما ثبتت البنوك الحكومية الكبرى أسعارها، حيث سجل بالبنك الأهلى وبنك مصر 48.50 جنيه للشراء و48.60 جنيه للبيع.
تعكس هذه الفجوة الكبيرة بين السعرين الرسمي والموازي، والتي تبلغ حوالي 0.80 جنيه في سعر البيع، حالة من عدم التوازن في سوق الصرف المصري. فبينما تحاول السلطات النقدية المحافظة على استقرار نسبي في البنوك، يشهد السوق الموازي ضغوطاً متزايدة نتيجة القيود المفروضة على شراء العملات الأجنبية من القنوات الرسمية.
يأتي ارتفاع سعر الدولار والیورو مقابل الجنيه المصري اليوم في السوق السوداء نتيجة عوامل متعددة، أبرزها تراجع موارد الدولة من العملات الأجنبية سواء من الصادرات أو السياحة أو تحويلات المصريين بالخارج. كما ساهم ارتفاع الطلب من المستوردين والتجار، الذين يواجهون قيوداً في الحصول على الدولار من البنوك، في زيادة الضغط على السوق الموازية.
وفق ما ذكره موقع غربة نيوز، فإن قيمة 100 دولار في السوق السوداء وصلت إلى 4,840 جنيهاً، بينما تبلغ قيمة ألف دولار حوالي 48,400 جنيه. هذا الارتفاع يضع عبئاً إضافياً على المواطنين والشركات التي تعتمد على الاستيراد أو تحتاج للعملة الأجنبية لأغراض السفر والعلاج بالخارج.
شهد سعر الدولار في السوق السوداء تقلبات حادة خلال الأسابيع الماضية، مما دفع العديد من المتعاملين للبحث عن بدائل أو تأجيل عملياتهم التجارية. وتشير التوقعات إلى استمرار هذا الاتجاه في ظل عدم وجود مؤشرات واضحة على تحسن وضع السيولة بالعملات الأجنبية في البنوك.
يتوقع خبراء الاقتصاد أن تستمر أسعار الدولار والیورو في السوق السوداء في الارتفاع إذا لم تتخذ الحكومة إجراءات عاجلة لضخ المزيد من العملة الصعبة في السوق أو تسهيل آليات الحصول عليها من البنوك. كما يؤكدون على ضرورة معالجة الأسباب الجذرية للأزمة من خلال تعزيز الصادرات وجذب الاستثمارات الأجنبية وتحفيز قطاع السياحة.
في السياق ذاته، تباينت أسعار الدولار بين البنوك المختلفة، حيث سجل مصرف أبوظبي الإسلامي أعلى سعر عند 48.59 جنيه للشراء و48.69 جنيه للبيع، بينما حافظت معظم البنوك الحكومية على نفس المستوى. هذا التباين يعكس السياسات المختلفة للبنوك في إدارة السيولة بالعملات الأجنبية ومواجهة الطلب المتزايد عليها.
