تشهد أروقة نادي الهلال السعودي تطورات مثيرة خلال الساعات الأخيرة من فترة الانتقالات الصيفية، حيث تشير التقارير الصحفية إلى أن الزعيم يسعى جدياً لإبرام صفقة تبادلية مفاجئة مع نادي فنربخشة التركي تقضي برحيل المهاجم الصربي ألكسندر ميتروفيتش واستقدام النجم المغربي يوسف النصيري، وهو ما قد يحقق حلم الجماهير الهلالية برؤية النصيري وياسين بونو معاً مرة أخرى بعد تجربتهما الناجحة في إشبيلية الإسباني.
وجاء هذا التطور بعد قرار المدرب الإيطالي سيموني إنزاغي باستبعاد ميتروفيتش من قائمة الفريق المحلية للموسم الجديد، إذ رأى الجهاز الفني الجديد أن المهاجم الصربي لن يكون جزءاً من خططه التكتيكية المستقبلية، خاصة مع التعاقد الأخير مع المهاجم الأوروجوياني داروين نونيز القادم من ليفربول الإنجليزي في صفقة ضخمة هزت أركان سوق الانتقالات الصيفية.
وتعد هذه الصفقة التبادلية المحتملة حلاً مثالياً للهلال للتخلص من العبء المالي الثقيل لعقد ميتروفيتش، إذ يحصل اللاعب الصربي على راتب سنوي يقدر بحوالي 25 مليون يورو، وهو رقم ضخم جعل من الصعب على الأندية الأوروبية تحمل تكلفة انتقاله. وفي هذا السياق، كشفت مصادر مطلعة أن أحد الأعضاء الذهبيين في الهلال أبدى استعداده لتحمل قيمة الراتب المتبقي للمهاجم الصربي لتسهيل عملية رحيله بالتراضي بين جميع الأطراف.
النصيري الذي يبلغ من العمر 28 عاماً، انتقل إلى فنربخشة الصيف الماضي قادماً من إشبيلية الإسباني مقابل مبلغ قدره 19.5 مليون يورو، وحقق نجاحاً لافتاً في موسمه الأول بالدوري التركي حيث سجل 20 هدفاً في 34 مباراة، فيما بلغ مجموع أهدافه في جميع المسابقات 30 هدفاً مع 7 تمريرات حاسمة في 52 مباراة.
ومع بداية الموسم الجديد، واصل النصيري عطاءه المميز مع فنربخشة، إذ شارك في 3 مباريات في الدوري التركي وتمكن من هز الشباك مرتين خلال 267 دقيقة فقط، كما ساهم بهدف وتمريرة حاسمة في تصفيات دوري أبطال أوروبا، مما يعكس حالته الفنية الممتازة ومعدل تهديفه العالي الذي يجعله إضافة قوية لأي فريق ينضم إليه.
قرار إنزاغي باستبعاد ميتروفيتش من قائمة الهلال المحلية جاء نتيجة لعوامل متعددة، أبرزها معاناة اللاعب الصربي من كثرة الإصابات خلال الموسم الماضي، حيث غاب عن عدد كبير من المباريات ولم يتمكن من المشاركة في أي مواجهة خلال كأس العالم للأندية في الولايات المتحدة الأمريكية. هذه الظروف دفعت الجهاز الفني للبحث عن بدائل أكثر موثوقية وأقل عرضة للإصابات، خاصة مع طموحات الفريق الكبيرة في المنافسات المحلية والقارية.
وتشير التقارير إلى أن ميتروفيتش منفتح على فكرة الانتقال إلى فنربخشة، خاصة وأن النادي التركي يخوض منافسات قارية مهمة قد تمنح اللاعب الصربي فرصة للعودة إلى الأضواء الأوروبية. من جهة أخرى، يبدو فنربخشة مستعداً للتخلي عن خدمات النصيري مقابل الحصول على ميتروفيتش، لكن مفتاح نجاح هذه الصفقة التبادلية يكمن في موافقة النجم المغربي على الانتقال إلى الدوري السعودي.
النصيري، الذي ساهم في الإنجاز التاريخي لمنتخب المغرب بالوصول إلى قبل نهائي كأس العالم 2022 في قطر، يملك خبرة دولية واسعة وقدرات فنية عالية تجعله مرشحاً مثالياً لتعزيز خط هجوم الهلال. وفي حال تمت الصفقة، فسيجاور النصيري مواطنه السابق في إشبيلية الحارس ياسين بونو، مما يعيد إحياء الثنائي المغربي الذي حقق نجاحات كبيرة في الدوري الإسباني.
مسيرة ميتروفيتش مع الهلال كانت حافلة بالإنجازات رغم التحديات الأخيرة، إذ شارك في 79 مباراة سجل خلالها 68 هدفاً وقدم 15 تمريرة حاسمة، كما ساهم في تتويج الفريق بأربعة ألقاب مهمة شملت دوري روشن السعودي وكأس الملك وكأس السوبر مرتين، مما يجعل من رحيله المحتمل نهاية لفصل مهم في تاريخ النادي الحديث.
وتأتي هذه التطورات في توقيت حرج، حيث تقترب فترة الانتقالات الصيفية من نهايتها في العاشر من سبتمبر الجاري، مما يضع ضغطاً إضافياً على جميع الأطراف المعنية لحسم الأمور بسرعة. الهلال من جانبه يسعى لإنهاء هذا الملف في أسرع وقت ممكن لضمان استقرار قائمته الفنية قبل بداية المنافسات الرسمية، فيما تتابع الجماهير الهلالية بحماس كبير تطورات هذه الصفقة التي قد تغير وجه الفريق في الموسم المقبل.
