الرئيسية / مال وأعمال / ارتفاع سعر الذهب 30% يحول عادات المغربيات التقليدية.. والخزائن الوطنية تربح 29% دون شراء غرام واحد
ارتفاع سعر الذهب 30% يحول عادات المغربيات التقليدية.. والخزائن الوطنية تربح 29% دون شراء غرام واحد

ارتفاع سعر الذهب 30% يحول عادات المغربيات التقليدية.. والخزائن الوطنية تربح 29% دون شراء غرام واحد

نشر: verified icon مروان الظفاري 20 أغسطس 2025 الساعة 10:55 مساءاً

حققت الخزانة المغربية مكاسب استثنائية بلغت 29% من احتياطيات الذهب خلال عام واحد، دون الحاجة لشراء غرام واحد جديد، بينما يواجه المواطنون ارتفاعاً حاداً في أسعار المعدن الأصفر بنسبة 30% خلال عشرين شهراً فقط.

ارتفعت قيمة احتياطيات الذهب لدى بنك المغرب المركزي إلى 18.7 مليار درهم مع نهاية ديسمبر 2024، مقارنة بالعام السابق، وذلك بفضل الارتفاع الهائل في أسعار المعدن النفيس بالأسواق الدولية. هذه المكاسب جاءت بينما ظل مخزون الذهب ثابتاً عند 22.12 طناً دون أي تغيير يُذكر، مما يعني أن الزيادة كانت ناتجة حصرياً عن ارتفاع الأسعار العالمية.

سلاسل مصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ

وفي المقابل، تشهد الأسواق المحلية تحولاً جذرياً في عادات الشراء، حيث وصل سعر الغرام الواحد من الذهب عيار 18 قيراطاً إلى 780 درهماً للذهب الخام، ليرتفع إلى 880 درهماً للغرام بعد إضافة المصنعية والجمارك. هذا الارتفاع الذي وصفه مهنيون في القطاع بـ"غير المسبوق" في تاريخ السوق المغربية، دفع المغربيات إلى إعادة النظر في استراتيجياتهن الشرائية.

يحافظ المغرب على مرتبته 63 عالمياً في التصنيف الأخير الصادر عن مجلس الذهب العالمي، حيث يمثل احتياطي الذهب حوالي 5.4% من مجموع احتياطيات الصرف. وقال محافظ بنك المغرب، عبد اللطيف الجواهري، إن هذه النسبة تظل منسجمة مع المتوسط العالمي، مؤكداً أن الذهب رغم اعتباره "ملاذاً آمناً"، إلا أن تدبيره كجزء من احتياطيات الصرف يطرح تحديات خاصة ويجب أن يتم وفق مبادئ السياسة النقدية.

وعلى مستوى المستهلكين، أثرت الأسعار المرتفعة بشكل مباشر على المقبلات على الزواج، حيث تعد الحلي الذهبية عنصراً تقليدياً في تجهيزات العرس. كما دفعت النساء من الفئات المحدودة والمتوسطة الدخل إلى البحث عن بدائل عملية وجمالية تناسب قدرتهن الشرائية.

خواتم ذهبية من محل إيمان السلاوي بمدينة تمارة

ووفقاً للحسين أكرام، نائب رئيس الجمعية المغربية للحلي والمجوهرات، فإن العبارة المتداولة شعبياً "الذهب زينة وخزينة" تختصر العلاقة العاطفية والعملية التي تربط المغاربة بالذهب. ويشير إلى أن المرأة المغربية اليوم تتابع أسعار الذهب العالمية والمحلية، وتقرر الشراء قبل أن يرتفع السعر أكثر، ولم تعد تشتري الذهب فقط للزينة، بل لادخار المال والاستثمار.

هذا التحول أثر أيضاً على الذوق العام، حيث لم تعد الزبونات يفضلن الذهب العصري المزخرف بالأحجار لأن قيمته عند البيع تنخفض، بل أصبحن يفضلن شراء ذهب خالص وبسيط دون أحجار. كما ظهرت ممارسات جديدة مثل خدمة الادخار لدى التجار، حيث تضع الزبونة مبلغاً مالياً كنوع من الادخار، وحين تكتمل القيمة تشتري ما يناسبها حسب السعر في حينه.

وفي سياق البحث عن البدائل، شهدت الأسواق إقبالاً متزايداً على الحلي المطلية بلون الذهب والمصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ. هذه الحلي تلقى رواجاً كبيراً نظراً لتشابهها مع الذهب الحقيقي من حيث البريق، إضافة إلى مقاومتها للماء والعطر والعرق، مما يحافظ على لونها ولمعانها لفترات طويلة.

وبينما تستفيد الخزانة المغربية من هذا الارتفاع العالمي في أسعار الذهب، تواجه الأسر المغربية تحدياً حقيقياً في الحفاظ على تقاليدها الاجتماعية. فقد بدأ التقليد العريق المتمثل في كون الحلي الذهبية جزءاً أساسياً من جهاز العروس بالتآكل، حيث دفعت الظروف الاقتصادية العديد من الأزواج الشباب من ذوي الدخل المحدود إلى البحث عن بدائل أقل كلفة، في انتظار انفراج اقتصادي يعيد للذهب مكانته في أفراح المغاربة.

اخر تحديث: 21 أغسطس 2025 الساعة 05:25 صباحاً
شارك الخبر