كشفت تحقيقات حديثة عن فضيحة فساد مدوية تهز القطاع الصحي في اليمن، حيث تورط وزير الصحة السابق في حكومة الحوثيين، طه المتوكل، في اختلاس 40 ألف فيالة من الأدوية النادرة والمعدات الطبية، فيما كشف تقرير للمنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر عن قائمة سوداء تضم 71 شخصية حوثية متورطة في تجارة الأدوية المهربة والمزورة.
وبحسب مصادر في وزارة الصحة التابعة لحكومة الحوثيين، قام المتوكل بتحويل الأدوية المختلسة إلى مستشفاه الخاص، مستغلاً منصبه الرسمي لتحقيق مكاسب مالية شخصية بملايين الدولارات. هذه الممارسات تأتي وسط أزمة دوائية خانقة تهدد حياة آلاف المرضى في مناطق سيطرة الحوثيين.
الفضيحة تكشف عن نمط منهجي للفساد، حيث حول الحوثيون الدواء إلى واحد من أكبر مصادر الثراء غير المشروع في مناطق سيطرتهم الأكثر كثافة سكانية. التقرير الصادر عن المنظمة اليمنية يوثق تحول هذه الشبكة إلى "مملكة خاصة" تتاجر بصحة وحياة المواطنين.
في المقابل، تصاعدت الاحتجاجات ضد ارتفاع أسعار الأدوية، حيث نفذ صيادلة محافظة تعز إضراباً جزئياً يوم 16 أغسطس الماضي، مطالبين شركات الأدوية بتخفيض حقيقي للأسعار يتناسب مع انخفاض سعر صرف العملة الوطنية. المحتجون رفعوا لافتات تطالب بإلزام شركات الأدوية بمراعاة الجانب الإنساني للمرضى وتفعيل قانون تسعيرة الدواء المجمد منذ عام 1999.
هذه التطورات تلقي الضوء على الأزمة المعقدة التي يواجهها القطاع الصحي اليمني، حيث يتداخل الفساد الإداري مع استغلال الأزمة الإنسانية لتحقيق مكاسب مالية على حساب صحة المواطنين وحياتهم.