في محافظة لحج، يسود شعور بالاستياء بين المواطنين حيال غلاء الأدوية واستمراريته رغم القرارات الأخيرة بتخفيض أسعار الأدوية الأساسية.
و يبدو أن المواطن البسيط، الذي يعتمد على الأدوية كجزء أساسي من احتياجاته اليومية، قد وجد نفسه أمام معضلة حقيقية. فالأسعار المعلنة لم تتغير فعليًا في الكثير من الصيدليات، مما يضع المواطنين في موقف محير حينما يجدون دواءً كالـ"فوار فروت" يباع بسعر يصل إلى 2,200 ريال يمني، رغم تصريحات الجهات المختصة بالتخفيض.
الحديث مع أحد المواطنين يكشف عن شعور عام من الخيبة والقلق. إذ ذكروا أن عقد الأمل على حملات التخفيض المعلنة بات سرابًا، فالأسعار على الأرض لم تتبدل، ولا تزال الفجوة بينها وبين ما وعدت به الجهات المختصة قائمة. وبالنسبة للكثيرين، هذه ليست مجرد تفاصيل اقتصادية، بل هي تفاصيل تتعلق بالحياة اليومية وقدرتهم على تحصيل العلاج المطلوب لأسرهم. وبناءً على ذلك، يظهر جليًا أن الموقف يتطلب تدخلًا حاسمًا من مكتب الصحة والجهات الرقابية لتكثيف الجهود الميدانية لضبط المخالفين والتأكد من تطبيق الجوانب التنفيذية للقرارات.
دعوات للسلطات الرقابية بالتحرك
مواطنو لحج يتحدثون بصوت واحد، مطالبين مكتب الصحة والجهات الرقابية بتكثيف الجهود للقيام بزيارات ميدانية حثيثة وضبط المحلات المخالفة التي لا تزال تبيع الأدوية بأسعار مرتفعة. هؤلاء المواطنون يشعرون بأن الحملات والتخفيضات التي أُعلن عنها لم تجد صداها على أرض الواقع. ويأتي ذلك في ظل ظروف اقتصادية صعبة يواجهها العديد منهم، حيث أن الخفض موجود على الورق فقط، دون أن يلامسها واقعهم اليومي.
إضافة إلى ذلك، هناك اقتناع بين الناس بأن اتخاذ خطوات صارمة سيؤدي إلى فرق ملموس بالنسبة لهم. المطالب تتضمن إجراء تحقيق دقيق ومعمق للوصول إلى الجذور الحقيقية للمسألة وضمان تطبيق التخفيضات في كافة أرجاء المحافظة. فالجميع يراقب تحرك الجهات المسؤولة وسط ظلال الشك وانعدام الثقة في مدى الاستجابة الحقيقية لمطالبهم.
بنهاية المطاف، يبقى الأمل معلقًا بأن أنّ القرارات الخاصة بتخفيض الأسعار ستحظى بتنفيذ فعلي يخفف من الأعباء على المواطنين. يرى الكثيرون أن هناك ضرورة ملحة لتحرك سريع وتضافر الجهود لضمان رغبة وجهود السلطات في تحقيق وعدها للمواطنين والرد على تساؤلاتهم ومخاوفهم بخصوص الأدوية وأسعارها المتفاقمة.
