في تطور جديد يضاف إلى سلسلة التوترات والمشاحنات السياسية في اليمن، أثار استعراض عسكري نفذته ميليشيات الحوثي أمام منزل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر في حي الحصبة بصنعاء عاصفة من الردود المتباينة.
كان الهدف الواضح من وراء هذا العرض هو تأكيد السيطرة والهيمنة، إلا أن مشاعر الغضب والاستياء كانت السائدة بين اليمنيين.
ووفقًا لتقارير نشرها موقع "المشهد اليمني"، اعتبر العديد من الشخصيات اليمنية الاستعراض ليس مجرد حدث عسكري عابر، بل كان واجهة لاستفزاز واضح للجميع، بابتعاده عن القيم العشائرية التي تحترم مقدسات المنازل ورموز القبائل.
ردود الأفعال اليمنية:
عبر محافظ صعدة، الشيخ هادي طرشان الوايلي، عن غضبه الشديد من استعراض الحوثي أمام منزل الشيخ الأحمر، مشيرًا إلى أنه يمثل تحديًا صارخًا لكل قبيلة تحافظ على عاداتها وتقاليدها. وأضاف أن هناك انتهاكًا واضحًا لحرمة البيوت المعروفة بين القبائل. وأكد العميد محمد الكميم أن هذا الاستعراض يعكس غياب القيم الأخلاقية والنخوة لدى جماعة الحوثي، بينما وصفه الإعلامي أنور الأشول بأنه "إرهاب حوثي"، مشيرًا إلى أن الحركات الحوثية تخشى فقدان السيطرة والسقوط في أي وقت.
من ناحيته، وصف الإعلامي بشير الحارثي الاستعراض بأنه يعكس ضعف وخوف الجماعة، واعتبر أنها استفزاز لكل القبائل اليمنية. كما أشار الصحفي عبدالله المنيفي إلى أن الحوثيين يحاولون من خلال هذا الاستعراض المضيق إبراز قوة غير موجودة فعليًا في وجه احتمالية انتفاضة القبائل ودورها المستقبلي في مواجهة الجماعة، بينما رأى الصحفي فيصل الشبيبي أن هذه المنظمات ليست أكثر من عصابة غير قادرة على قيادة بلد في كل الأحوال.
وفي سياق متصل، أكد الناشط الصحفي إبراهيم عسقين أن الاستعراض كان ردًا على تقارب رموز سياسية وفئات متعددة في الساحة اليمنية ضد مصالح الحوثيين، مشيرًا إلى أن الحوار والتواصل بين القوى اليمنية يزعج الجماعة ويكون على حساب تحركاتها المنفردة.
علاوة على ذلك، علق وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، بالمثل على الفيديو المنتشر للعسكريين وهم ينظمون العرض، وأكد أن هذه التصرفات لا تعكس إلّا أحقادًا ضد القوى الجمهورية ورموزها. وتؤكد أن الحوثيين فقدوا الارتباط بالنسيج الوطني.
هذا التوتر المتزايد يوضح بجلاء أن الصراع المستمر يفرض نفسه بقوة على المشهد اليمني. ومع استمرار الانشقاقات والتصعيد بين الأطراف، تبقى آفاق الحلول المستقبلية غير واضحة تمامًا. محددات هامة تبدأ باحتمال توصل الأطراف إلى حوار وطني، واستعادة الدولة اليمنية لمكانتها، وتأمين استقرار طويل الأمد يطمح إليه الشعب اليمني المختبر بأزماته الحالية. المواجهة لن تحقق السلام، مما يستدعي تكاتف الجهود لوقف العداء المستمر.