تشهد المدن المقدسة في المملكة العربية السعودية مبادرة نوعية تتمثل في طرح هدايا تذكارية مبتكرة مستوحاة من التراث المكي، وذلك ضمن مساعي تعميق التجربة الروحية لزوار الأماكن المقدسة وتعزيز ارتباطهم الوجداني بها.
قدمت الباحثة ديمة بنت محمد صالح بندقجي من جامعة أم القرى أطروحة دكتوراه تحت عنوان "تصميم هدايا تذكارية مبتكرة للحاج والمعتمر مستوحاة من التراث المكي"، تناولت فيها توظيف عناصر التصميم الداخلي والفنون التطبيقية لإنتاج هدايا تذكارية تحمل البعد الرمزي والثقافي لمكة المكرمة.
أوضحت الدراسة أن هذه المنتجات التذكارية تمثل أوعية رمزية تحمل معاني روحية وثقافية تسهم في ترسيخ الذكريات المقدسة لدى الحجاج والمعتمرين، مشيرة إلى أن غياب منتجات أصيلة قادرة على التعبير عن عمق المكان وروحانيته يستدعي ابتكار تصاميم تجمع بين الجمال والوظيفة.
ويمثل هذا المشروع البحثي فرصة اقتصادية لدعم القطاع الإبداعي المحلي من خلال خلق فرص استثمارية في مجال التصاميم الثقافية والهدايا السياحية، وهو ما يتماشى مع توجهات رؤية المملكة 2030 في تنمية الصناعات الثقافية وإثراء تجربة الزائر.
نوقشت الأطروحة ضمن لجنة علمية متخصصة، وقدمت الباحثة نماذج ومقترحات تصميمية مستلهمة من العمارة المكية وزخارف الحرم والمشاهد الروحية المرتبطة بمناسك الحج والعمرة، مع تقديم مقترحات عملية قابلة للتطبيق الصناعي.
وختمت الباحثة بالتأكيد أن الهدايا التذكارية تمثل جسرًا ثقافيًا وروحيًا ينقل القيم الإسلامية والهوية المكية إلى العالم، مما يجعل هذه المبادرة خطوة مهمة في تطوير قطاع الهدايا التذكارية كأداة ثقافية استراتيجية تسهم في إثراء تجربة الزائرين للأماكن المقدسة في المملكة.
