يقف مشعر منى شامخاً كأحد أبرز المشاعر المقدسة في رحلة الحج، وادٍ مبارك يبعد عن المسجد الحرام نحو 7 كيلومترات، محاط بالجبال من جميع جوانبه، ويشهد على امتداد الشعائر الإسلامية منذ عهد النبي إبراهيم عليه السلام.
يقضي الحجاج في هذا الوادي ليالي التشريق ويؤدون فيه مناسك رمي الجمرات والنحر والحلق، حيث تنتشر الخيام البيضاء التي أصبحت علامة مميزة للمشعر. وقد تطورت هذه الخيام من بنائها البسيط سابقاً إلى منظومة متكاملة تضم أكثر من 100 ألف خيمة مصنوعة من الألياف الزجاجية المقاومة للحرارة والاشتعال ومكيفة بالكامل.
يتميز المشعر بجسر الجمرات الذي يبلغ طوله 950 متراً وعرضه 80 متراً، ويمتد على عدة طوابق باستيعاب يتجاوز 300 ألف حاج في الساعة الواحدة. كما تم تزويده بتقنيات متطورة لإدارة الحشود وكاميرات مراقبة ونظام تبريد حديث.
ومن أبرز معالم المشعر مسجد الخيف التاريخي الذي صلى فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بمساحة تتجاوز 23 ألف متر مربع ويتسع لأكثر من 27 ألف مصلٍ، وقد حظي بعناية خاصة من وزارة الشؤون الإسلامية.
تولي حكومة المملكة العربية السعودية المشاعر المقدسة اهتماماً كبيراً ضمن رؤية 2030، من خلال مشاريع تطويرية مستدامة تهدف إلى تحسين تجربة الحاج وتوفير أقصى درجات الراحة والأمان، محولة المشعر إلى مدينة متكاملة مؤقتة تنبض بالحياة أثناء موسم الحج.
