في أحد شوارع صنعاء الصاخبة، تخللت ظلال التوتر المجتمع المحلي مع انتشار نبأ اختطاف الدكتور سعيد الغليسي، الأكاديمي البارز والشخصية الوطنية المحترمة، على يد عناصر تنتمي لجهاز الأمن والمخابرات الحوثي.
حادثة ألقت بظلالها على الواقع الأكاديمي في اليمن، خاصة أنها تأتي وسط حملة موسعة لجماعة الحوثي لقمع النخب الفكرية والسياسية في البلاد.
الدكتور الغليسي، المشهود له بمواقفه المعتدلة وسيرته العلمية الرائدة، جرى اقتياده من قبل المدعو أبو هاشم، إلى وجهة مجهولة تحت تهديد السلاح.
وفي ظل غياب أي توضيح رسمي من الجهات المعنية حول أسباب الاعتقال، أثار هذا الاختطاف غضبًا واسعًا بين الأوساط الأكاديمية والحقوقية.
ووصفت هذه الخطوة بـ"القرصنة الأمنية"، التي تهدف إلى تكميم الأصوات المعتدلة وكبت المعارضة الفكرية.
بينما تتوالى ردود الفعل المستنكرة لهذا الانتهاك الصارخ، تعهدت رابطة الأكاديميين اليمنيين بمحاسبة جماعة الحوثي على هذا التصرف، مطالبة بالإفراج الفوري عن الدكتور الغليسي.
هذه الحادثة ليست منفردة، بل تأتي في سياق سلسلة من الممارسات القمعية المستمرة على يد الحوثيين، مستهدفة النشطاء والمثقفين في مناطق سيطرتهم.
وبالرغم من ارتفاع حدة الغضب المحلي، إلا أن الصمت الدولي حيال هذه الانتهاكات لا يزال مثيرًا للقلق، مما يضاعف من معاناة المدنيين العالقين في دائرة العنف والسيطرة.
ورغم ذلك، تبقى الأصوات الداعية للعدالة والإصلاح حية، آملة في أن تتخذ المنظمات الدولية والمجتمع الإقليمي موقفًا أكثر حزمًا لحماية الحريات الأكاديمية وصون كرامة الإنسان في اليمن.