الرئيسية / كتابات وآراء / قراطيس ولد الشيخ

قراطيس ولد الشيخ

عبد الله الجنيد
الأحد , 30 أكتوبر 2016 الساعة 06:57 صباحا
قبل وفد الشرعية اليمنية بمقترح المبعوث الأممي ولد الشيخ قبل مغادرته للكويت في الأول من أغسطس الماضي، بعد محادثات ماراثونية دامت أكثر من أربعة أشهر، إلا أن طرفا النزاع الآخرين، تحالف الحوثي وصالح رفضا التوقيع أو التعهد بأي شىء حياله.
وها نحن الآن، وبعد زيارة جديدة من المبعوث الأممي لصنعاء نجد قراطيس جديدة تحتوي مقترحا جديداً ينسف ما تعهد به لوفد الشرعية في الكويت.

فمضمون القرطاس الجديد، هو إنتاج دولة فاشلة في الخاصرة السعودية، همها الأول ابتزاز المملكة العربية السعودية سياسيا بالنيابة عن إيران.

فمنصب الرئيس صوري، ونائب رئيس ممثل الأقلية (تحالف الحوثي و صالح) هو من يملك كل السلطات التنفيذية بما في ذلك تشكيل الحكومة.

بالطبع يجب إدراك أن هذه القراطيس تخرج من مطبخ نائب الأمين العام للأمم المتحدة جفري فلتمان، وبمقارنة سريعة فإننا سنجد أن محتوى قراطيس اليمن تماثل قراطيس ليبيا فهو نفس المطبخ والطباخ.

وحتى عندما أنذرت الكويت الأطراف اليمنية بضرورة الالتزام بالجدول الزمني، كان السيد فلتمان من حرك خارجيا أكثر من دولة للتدخل مباشرة لدى الكويت للحيلولة دون تنفيذ وفد الشرعية اليمنية تهديده بالانسحاب.

فمطبخ السيد فيلتمان له نفوذه في العديد من الملفات واليمن أحدها، فقد كان له شخصيا دوراً مباشراً في التوقيع النهائي على الاتفاقية النووية بين إيران ومجموعة 5+1 ومن نتائج ذلك إدخال سلطنة عُمان كأحد المسارات الدولية في الملف اليمني .

التطورات في الملف اليمني كثيرة، فالتصعيد العسكري من قبل الحوثيين في باب المندب قد يكون قابلا للاحتواء، إلا أن استهداف مكة قبلة أكثر من 1.5 مليار مسلم حول العالم ينذر بنتائج كارثية.

وقد تنتج ردود أفعال قد تتصاعد لاحقا لما قد يوصف بالاقتتال الطائفي، و ذلك تحديدا ما طَمَحَت إليه إيران طويلا.

أما ثانيهما، فإن استهداف أقدس مقدسات المسلمين في هذا التوقيت والعمليات العسكرية ضد داعش في معاقلها الأخيرة قد يخدم داعش إعلاميا.

يمارس التحالف العربي أقصى درجات ضبط النفس في الرد على استهداف تحالف الحوثي وصالح للمدنيين في مدن السعودية الحدودية وسفن الإغاثة الإنسانية، إلا أن التصعيد الأخير مغامرة يجب أن تحاسب عليها إيران سياسيا و قانونيا، لأنها الطرف الوحيد الذي يقدم ذلك النوع من السلاح لتحالف الحوثي وصالح.

لذلك بات لزامًا على الشرعية اليمنية تحديد موقفها داخليا وخارجيا، وبشكل غير قابل للتأويل في التزاماتها تجاه اليمن أولا والتحالف العربي ثانيا، فذلك هو السبيل الوحيد لتثبت للمجتمع الدولي قدرتها على تحمل كافة مسؤولياتها الوطنية.

فإن قررت هي رفض قرطاس ولد الشيخ الجديد ليكن ذلك بفك الحصار فورا عن تعز وهي تملك الأدوات اللازمة لذلك.

أما سياسيا، فعليها تقديم نتائج برامجها في المناطق المحررة لكي تكون الشاهد الفعلي أمام المجتمع الدولي على ممارستها لمسؤولياتها الوطنية .

التحالف العربي قادر على التعامل مع الابتزاز السياسي الإيراني بكل أدواته من الإنساني إلى المعنوي، فإيران خصم مبهم المفاهيم فيما يتعلق بأخلاقيات الدولة.

وقبولها باستهداف مكة يعد قمة الإفلاس السياسي والأخلاقي.

المسار السياسي الأوحد لإخراج اليمن من محنته هو عبر باب اليمن في صنعاء، ويجب أن لا يكون من تهرب من مسؤوليّة استهداف مكة المكرمة بادعاء أنه كان يستهدف مطار جدة.

\"سكاي نيوز\"