الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٥٥ مساءً

اعتداءات باريس الحقائق والأكاذيب

د. وليد العليمي
الأحد ، ١٨ يناير ٢٠١٥ الساعة ٠١:٣٧ مساءً
لم تكن المرة الأولى التي تتعرض فيها صحيفة "شارلي إبدو " الفرنسية لإعتداء مسلح نتيجة ً لرسومها المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم ،فقد تعرضت لمثل هذا الإعتداء منذ ثلاثة سنوات ، لقد درجت بعض الصحف الأوربية على الإساءة الي نبي الإسلام بشكل متعمد لدوافع مهمة وركائز خطيرة لتحقيق أهداف خاصة رسمت مسبقا ً وبدقة متناهية ،ان هناك مخطط عالي المستوى أعد بشكل محترف للنيل من دين الإسلام يقف ورائه بلا شك أو ريب جهاز المخابرات الصهيوني "الموساد" الذي يعتبر ثاني أقوى جهاز مخابرات في العالم بعد جهاز المخابرات الأمريكي "السي اى ايه " ، بل أن عددا ً من المراقبين والخبراء الأمنيين أكدوافي مناسبات عدة أن الموساد الصهيوني يتفوق في كثير من الأحيان على " السي اي ايه " ، إن المشروع الإمبريالي للحركة الصهيونية العالمية نجح بإمتياز في تحقيق أهدافه ونيل مأربه ، إن دين الإسلام يعتبر في أدبيات الحركة الصهيونية هو العدو الأول لها ، ولو ألقينا بعض الضوء على أبعاد الحكاية منذ زمنا ً بعيدا ً،لأستطعنا الإمساك بطرف الخيط ، وهو خيطا ً ليس مستقيما ً ،بل متعرجاً ومتشابكا ً، ومتقاطعا ً مع غيره من الخيوط هنا وهناك ، ولاكننا عندما نجذب طرف هذا الخيط بقوة ،سنحصل على إجابة شافية ومقنعة ، لهذا اللغز ولهذه الاحجية ،سنكتشف أن طرف الخيط الذي قمنا بجذبه نهايته مربوطة بإحكام على مقبض بوابة الحركة الصهيونية ،لقد صور اللوبي الصهيوني الأمريكي على لسان مفكريه ونشطائه السياسيين في الولايات المتحدة للإدارة الامريكية وللمجتمع الامريكي أن العدو الأول للولايات المتحدة هو الإسلام خاصة بعد إنهيار المنظومة الاشتراكية مطلع تسعينيات القرن الماضي ، وكان ذلك قبل هجمات 11سبمتبر ضد الولايات المتحدة ،لقد كان المعسكر الإشتراكي عدواً مهما للحركة الصهيونية وحليفا ً إستراتيجيا ً للعرب في صراعهم المزمن مع هذه الحركة الفاشية الإمبريالية ،لقد إستطاعت الحركة الصهيونية أن تسلط أعدائها على بعضهم البعض بمهارة وبكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة ،وفق المبداء الميكيافلي ، فقامت بتهيئة الفكر الإسلامي لمحاربة الوجود السوفيتي على أرض افغانستان أولاً عبر تصوير تواجد السوفيت على ارض افغانستان بأنه تواجد للكفار على أرض الإسلام ،وقامت المخابرات الصهيونية عبر حليفتها الإستراتيجيه المخابرات الامريكية ثانياً ،بتجنيد مئات الشباب المسلم وتدريبهم وتسليحهم للجهاد ضد السوفيت ،وأ ُنشى لهم "قاعدة بيانات" في سجلات المخابرات الأمريكية أُ ُشتق منها أسم "القاعدة "بعد ذلك ، ليطلق على المجاميع التي قاتلت على أرض أفغانستان ،لقد إستطاع اللوبي الصهيوني توجيه أنظار المسلمين الي الجهاد في افغانستان على حساب قضية "فلسطين "المركزية والمحورية ،وعندما إنهارت المنظومة الإشتراكية ورحل السوفيت عن أفغانستان ، أصبحت تنظيمات الجهاد في افغانستان والتي مولتها ودربتها الولايات المتحدة ضد الزحف الأحمر وأجبرت أنظمة أخرى إسلامية على دعمها مثل "السعودية" تشكل عبئا ً على الولايات المتحدة وخطرا ً يهدد الكيان الصهيوني بعدزوال الخطر الداهم المتمثل بالمعسكر الإشتراكي ،وعلى حد تعبير أحد الكتاب الغربيين ،كانت الإدارة الإمريكية تطلق على المقاتلين في افغانستان ألقاب مثل "الأبطال " و"المجاهدين " أثناء قتالهم للسوفيت ،وبعد إنتهاء مهمتهم ،أصبحت تطلق عليهم ألقاب مثل "المتطرفين " "والإرهابيين " ،وأصبح التخلص منهم ضرورة ملحة ،وكان مصيرهم كمصير المهندس سنمار وفق المثل الشهير ،نجحت الموساد في التخلص من عدويعتبر من أشرس أعدائها وهو المعسكر الإشتراكي "السوفيت "، وحان الدور بعدها للتفرغ بشكل كلي لمحاربة الإسلام أو ما يطلق عليه "الزحف الأخضر" ،فكان لا بد من سيناريو معد بمهارة وحر فية عالية للتخلص من الزحف الأخضر ،وتشويه صورة الإسلام وتعكير نقاء صفحته ،فتم تدبير هجوم 11 سبتمبر ،في أروقة خاصة للمخابرات الإسرائيلية وقام عملاء "الموساد" في المخابرات الامريكية بدورهم كما يجب ،ونجح هجوم 11سبتمبر، بفضل عملاء المخابرات المسيطرين على "تنظيم القاعدة " ،وبهذا الهجوم يكون الصهاينة قد ضربوا عصفورين بحجر واحد ،العصفور الأول وهو الأهم تشويه صورة الإسلام في العالم وإلحاق أضرار فادحة بالمصالح الإسلامية أفرادا ً ومؤسسات ودول ،وإظهار المسلمين كمتطرفين وإرهابيين وهمج بما يخدم الأجندة الصهيونية وتأكيداً لما تطرحه من مغالطات وتزيف على الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي عن المسلمين خاصة ً وهم طرف رئيسي في الصراع في قضية فلسطين ، والعصفور الثاني هو الخلاص من المقاتلين العائدين من أفغانستان ،لأنهم سيشكلون مراكز قوى فكرية وقتالية بعد التدريب العالي المستوى الذي حصلوا عليه ميدانيا ونظريا ً ، والشاهد في الأمر أن كل الحكومات حول العالم الإسلامية وغير الإسلامية ضيقت الخناق على كل شخص شارك في القتال في افغانستان بعد هجمات 11سبتمبر ،هناك دلائل عديدة تؤكد ضلوع المخابرات الإسرائيلية والغربية في هجمات 11سبتمبر منها على سبيل المثال لا الحصر اعلان السلطات الامريكية عن عثورها على بعض جوازات سفر لمنفذي الهجمات في مكان الحادث واظهرت الصور سلامتها فنيا ً وعدم تعرضها للتلف والإحتراق وهذا غير منطقي فنيا ً وبحسب مراقبين ،كان واضح من هذا الاجراء هوالإعلان ليس إلا ،لأن المنفذين قُتلوا مع من قتل ،ولولم يكن الحادث مدبرا ً لم أُ ُعلنت أسماء المنفذين وأنهم ينتمون الي تنظيم القاعدة بهذا الشكل المبالغ فيه ،،فجريمة إغتيال الرئيس الامريكي جون كينيدي سجلت ضد مجهول ولم يعلم أحد منفذها حتى الأن على الرغم من امكانات السلطات الأمنية الأمريكية اللامحدودة ،إذن من خطط ودعم ونفذ هجمات 11سبتمبر كان لا بد له من إكمال فصول الخطة بالاعلان عن المنفذين والجهة المنفذة التي دفعها لفعل ذلك بشكل مبالغ فيه ومتعمد ،لأن الهدف الرئيسي من هجمات 11سبتمبر هوالإعلان عن الجهة والأشخاص المنفذين وهذا ما حدث ، لقد تكرر مرة اخرى ما حدث في هجمات 11سبتمبر قبل عدة أيام في هجمات باريس ، ضد صحيفة "شارلي إبدو" ،الهدف واحد والخطة واحدة والمنفذ واحد ،من يقف وراء هجمات 11سبتمبر هو من يقف وراء هجمات باريس ، وكما شاب أحداث هجوم نيويورك غموضا ً وشكوكا ً عديدة كذلك أحداث الهجوم على صحيفة "شارلي إبدو" شابها غموضا ً وشكوكا ً وتساؤلات تفرض نفسها بقوة ، وتؤكد بما لا يدع مجالاً للشك ان المخابرات الغربية والصهيونية وراء الهجوم على الصحيفة الفرنسية كما أنها وراء الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم ، وكأن هناك يد أوجهات لاتريد المجتمع الغربي والعالمي أن ينسى أحداث 11سبتمبر، وتريد أن تأجج مشاعر الكراهية للمسلمين في كل مكان وتضر بمصالحهم بشكل دائم ،وهذه اليد هي اللوبي الصهيوني وعملائه حول العالم ،لقدحاول رئيس الوزراء الفرنسي السابق أن يبدوا منطقيا ً عندما قال أن غطرسة الحكومات الغربية تجاه العالم بشكل عام وتجاه القضايا الاسلامية والعربية بشكل خاص هي وراء الهجوم على صحيفة "شارلي إبدو "،هناك شواهد عدة تؤكد ما طرحته في هذا المقال وهي شواهد للمثال لا للحصر تؤكد ضلوع المخابرات الغربية والصهيونية في هجمات "باريس" الأربعاء الماضي،منها كيفية حصول الأخوين سعيد وشريف كواشي منفذى الهجوم على الصحيفة الفرنسية على أسلحة أتوماتيكية في بلد مثل فرنسا وفي العاصمة باريس ، وكيف إستطاعا التجول بهذه الأسلحة داخل العاصمة قبل الهجوم وبعد الهجوم ،خاصة بعد الهجوم ، على الرغم من رصد كاميرات المراقبة لهم ورؤية الناس لهم ، كيف إستطاعوا التبخر من مكان الحادث بهذه السرعة ؟ ، وهناك شاهد أخر لا يقل أهمية ويلقي بظلال من الشك والريبة ،وهو قيام السلطات الأمنية الفرنسية بتخفيف الحراسة على صحيفة "شارلي ابدو" بشكل مفاجئ وقبل الهجوم بفترة زمنية بسيطة ،وكانت الحراسة الامنية على هذه الصحيفة الفرنسية مشددة خاصة بعد تعرضها لهجوم مماثل قبل ثلاث سنوات ولنفس السبب "الرسوم المسيئة للرسول عليه الصلاة والسلام"،وهناك شاهد أخر وهو كيفية السماح لسعيد كواشي أحد منفذى الهجمات على الصحيفة الفرنسية الأربعاء الماضي بالسفر الي اليمن وبعد خروجه من السجن مباشرة ً وكان سجن لأنه "متطرف إسلامي " قبل الهجوم على الصحيفة بفترة زمنية ليست بالبعيدة ، والرواية الفرنسية الرسمية تقول أن سعيد كواشي سافر الي اليمن وحل ضيفا ً لعدة أشهر على أحد قيادي تنظيم القاعدة في اليمن ، كيف إستطاع كواشي السفر الي اليمن من فرنسا ؟ وكيف إستطاع الدخول الي اليمن والخروج منها بهذه السهولة واليسر؟وكيف استطاع التجوال بين دول العالم ؟ على ما يبدوا أن كواشي سافر الي اليمن ليتلقى التدريب المناسب على إستخدام الأسلحة الأتوماتيكية ،بتنسيق مخابراتي رفيع المستوى ،سهل له الخروج من فرنسا والدخول الي اليمن والخروج من اليمن والعودة الي فرنسا مرة اخرى ،والتجوال بحرية بين دول العالم ، وتلقى الأوامر بعد ذلك لتنفيذ الهجوم على الصحيفة الفرنسية ،وهناك شاهد أخر لا يقل أهمية أيضا ً ،وهو كيف إستطاع "اميدي كولبالي"إحتجاز رهائن يهود في متجر يهودي وفي نفس يوم تنفيذ الأخوين كواشي للهجوم على الصحيفة الفرنسية ؟ على الرغم من حالة الطوارئ التي أعلنتها السلطات الفرنسية بعد وقوع حادث الهجوم على الصحيفة ؟وإعلان حالة الطوارئ في فرنسا وفي باريس بالذات ليس كإعلان حالة الطوارئ مثلاً في تونس وفي اي دولة اخرى ،فالامكانات الهائلة واللامحدودة للأمن والمخابرات الفرنسية يجعل من إحتجاز ذبابة في باريس بعد الهجوم علي الصحيفة الفرنسية وبعد إعلان حالة الطوارئ أمرا ً في غاية الصعوبة بل يكاد يكون مستحيلا ً ،لقد قالت الرواية الرسمية للسلطات الأمنية الفرنسية أن " اميدي كولبالي " الأسود البشرة ومحتجز الرهائن اليهود ، متزوج من الجزائرية "حياة بومدين" ونشرت وسائل إعلام فرنسية صور "حياة بومدين" وزوجها بملابس البحر ، ثم صورة منفردة "لحياة بومدين" وهي ترتدي النقاب والجلباب الإسلامي وتحمل في يدها سلاحا ً أتوماتيكيا ً أثناء التدريب ، لقد سارعت وسائل الإعلام الفرنسية على الفور بنشر هذه الصور لتحمل الإسلام والمسلمين مسؤولية الهجوم واحتجاز الرهائن اليهود ،لقد كان هذا فصلا ً من فصول الخطة المرسومة سلفا ً ،لقد تعمدت وسائل الاعلام الفرنسية التركيز على ديانة المتهمين بتنفيذ الهجوم والاحتجاز وهي ديانة الاسلام بشكل غير مسبوق وغير متعارف عليه ، فقد وقعت حوادث عديدة وكبيرة في فرنسا واوروبا وحتى اذا نشرت وسائل الاعلام أخبارا ً عن هذه الحوادث لا تركزبهذا الشكل المتعمد على خانة الديانة ،خاصة ً في الحوادث التي يقوم بها أصحاب ديانات اخرى غير الإسلام ،إذن هذا شاهد أخر لا يقل اهمية عن الشواهد الاخري ، وكان هذا التشهير من الفصول المهمة للخطة المرسومة سلفا ً ،لتحقيق الهدف المنشود من الحادث ،على الرغم من سذاجة نشر هذه الصور "لحياة بومدين " بملابس البحر العارية ثم نشر صور لها ترتدي النقاب والجلباب الاسلامي وتحمل سلاحا ً أثناء التدريب ، هل المواطن الفرنسي والاوروبي ساذجا الي حد ان يصدق ان الصورة المنشورة "لفتاة منقبة لا يرى منها الا عينيها وتحمل سلاحا " هي صورة "لحياة بومدين " ولماذا لا تكون هذه الصورة لاي فتاة اخرى ،أو صورة مفبركة في اروقة المخابرات الغربية والصهيونية، وإذا تماهينا مع سذاجة الاعلام الفرنسي الموالي ل اللوبي الصهيوني الذي سارع بنشر هذه الصور بشكل غير مدروس لا يحترم ذكاء المواطن الفرنسي والاوروبي وحتى العالمي ،معتمدا ً على المشاعر الجريحة والمتأججة للشعب الفرنسي عقب الحادث ،وعلى نفسية وسيكلوجية الشعب بعد فقدهم لاشخاص عزيزين لن يشاهدوهم احياء مرة اخري ، هذا النفسية التي اثبتت الدراسات المتعددة أنها ستصدق أي إدعاء أو إتهام حتى ولو كان سخيفا ً وساذجا ً ، وإذا صدقنا جدلاً ان هذه الصور "لحياة بومدين" ترتدي نقابا وسلاحا ، فمن أين حصلت وسائل الإعلام الفرنسية على هذه الصور؟ ومن قام بالتصوير ؟ ولماذا ظهرت هذه الصور فجاءة ؟ وهي تظهرها في معسكر تدريبي منذ زمنا ليس بالقريب؟ والجهة التي كانت بحوزتها هذه الصور لماذا لم تجامل الامن الفرنسي قبل الحادث وترسل له هذه الصور خاصة وان "حياة بومدين" مواطنة فرنسية ؟خاصة إذا علمنا ان اي شخص يزور الدول المحسوبة على الارهاب لا يستطيع السفر ولا يستطيع فتح حساب بنكي ولا يستطيع التجول بحرية بين دول العالم ،ولاكن "حياة بومدين" شوهدت أخر مرة في مطار تركي ويعتقد أنها في سوريا بحسب مصادرالأمن الفرنسي ،الإعلام الغربي هو جزء مهم من فصول خطة الصهيونية العالمية لحرب الإسلام ،والإعلام الفرنسي والغربي هومن دعا الي مسيرة ضخمة يشارك فيها زعماء العالم الاحد الماضي في تصرف غير مسبوق وغيرمعتاد ؟لماذا ياتري هذا الاهتمام الإعلامي الغربي والعالمي؟لأن منفذي الهجوم تم تلفيق هواياتهم وربطها بالهوية والديانة الإسلامية ،ولو كان من نفذ الاعتداء يهودا ًأو مسيحيين أو لا دينيين لما قامت قائمة الاعلام الغربي المتصهين بهذا الشكل ،ولما ظهرت مانشتات الصحف يوم الاحد الماضي في عدة عواصم اوروبية تقول " مسيرات ضخمة في باريس يشارك فيها زعماء العالم لمحاربة "الإسلام " ..المتطرف" لقد كان إعتداء "11سبتمبر" واعتداء باريس ،رقعة شطرنج قامت فيها الصهيونية العالمية ووسائل إعلامها "بكش ملك مزدوج" ، وكما جاء في بروتوكلات حكماء صهيون (إذا كان الذهب قوتنا الأولى للسيطرة على العالم ،فيجب أن يكون الإعلام قوتنا الثانية )وقد نجحت الصهيونية العالمية بلا شك في امتلاك وسائل الإعلام والتحكم في بث برامجها فيما يخدم مصالحها ونزعتها العدوانية الحاقدة ضد الإسلام ، كان الفصل الأخير من خطة "إعتدائات باريس" يقتضي عدم الامساك بالمتهمين الضالعين في هذه الإعتدائات(إن كانوا هم منفذى الاعتداء كما تدعى السلطات الفرنسية) ،وعدم التحقيق معهم ، ولاكن كانت الخطة تقتضي قتلهم أثناء محاولةالإمساك بهم ، وبذلك تضيع الحقيقة وتبقى الأكاذيب ، ومايؤكد هذا الشاهد أن الشرطة الفرنسية أعلنت أنها قتلت منفذى الهجوم بسبب أنهم بادروا بإطلاق النار الكثيف أثناء محاولة القبض عليهم ، وهذا دليل كافي ومهم على أن الخطة تقتضي قتلهم لتضيع الحقيقة ،فشرطة محترفة كشرطة باريس لايمكن أن تبادر بقتل المنفذين إن لم تكن الخطة تستدعي ذلك ،فأي خبير أمني سيؤكد أن أي قائد أمني لن يسمح بقتل المتهمين وسيضرب عليهم حصارا ً حتى تنفذ ذخيرتهم ، والإمساك بهم من أجل التحقيق وكشف الحقائق ومعرفة من يقف ورائهم والخلايا التي يديرونها ،وهذه المعلومات في العرف الأمني أثمن بكثير من حياة المتهمين ، إذن كانت الخطة تستدعي قتل المتهمين المحاصرين في مخزن لاحدى المطابع شرق باريس ، دون ان يحصلوا على محاكمة عادلة أو تحقيق شفاف سيمسك بطرف الخيط وستتساقط على اثره الاٌقنعة ، والسؤال الذي يطرح نفسه ،هل من كانوا محاصرين في المخزن "الاخوين سعيد وشريف كواشي"وتم قتلهم ، هم من نفذوا الإعتداء فعلاً؟فلقد قتلوا قبل أن نسمع منهم اي تصريح أو خبرأودفاع ،ولاكننا مجبرين على أن نسمع دعاوي وأكاذيب الشرطة الفرنسية وتصريحاتها المتضاربة والمتناقضة كل دقيقة منذ الأربعاء الدامي ، والعدالة تقتضي السماع الي الطرفين ، فإذا تم تكميم طرف حتى الموت ، لن نسمع إلا إدعائات الطرف الأخر ،الذي ليس بالضرورة أن يكون صادقا ً.