السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٢١ صباحاً

لهذه الأسباب نحترم قادة الإصلاح

فكري القباطي
الأحد ، ٠٩ نوفمبر ٢٠١٤ الساعة ١١:٣٨ مساءً
لغة الدمِ هي اللغة الوحيدة التي يفشلُ أمامها الإصلاحيون ...
لغة القتل وسفكِ الدماءِ هي اللغة الوحيدة التي يعجزون عن ترجمتها إلى أرض الواقع ولهذا هم دائماً ما يتنازلون حقناً لدماء أنصارهم وأبنائهم ...
يحقنون دماء أنصارهم ويتنازلون عن كل شيءٍ في الوقت الذي يُظهر خصومهم رغبةً عارمةً في التضحية بأنصارهم مقابل الحصول على كل شيء .
نحب الإصلاح لأنهُ رفضَ أن يزحف أنصاره بعشرات الآلاف للقصرِ الجمهوري في ثورة فبراير على الرغم من أننا طالبنا مراراً وتكراراً بذلك ..
كان بإمكان هذا الزحف أن يختصر طريق الثورةِ لأننا حتى لو لم نصل إلى القصر الجمهوري فيكفي أن يموت ألف أو ألفين شاب إصلاحي لتكسب الثورة تعاطفاً عالمياً هائلاً وعارماً سيعمل على إسقاط علي عبد الله صالح بكل الوسائل ..
فالدماءُ هيَ وقود الثورات ....
كان سينتصر قادة الإصلاح وسيصلون للحكم بلا مبادرة ...
أوليس هذا ما فعلهُ الحوثي اليوم ؟؟
نحب الإصلاح لأنه رفض أن تتحول ثورة فبراير إلى ثورة مسلحة على الرغم من أن علي عبد الله صالح عمِلَ جاهداً على استفزازهم بكافة الوسائل ...
ولن يعجز الإصلاحيون عن إسقاط علي عبد الله صالح بالقوة طالما والفرقة الأولى مدرع كانت جاهزةً لخوض المعركة وقبائلهُ المحيطة بصنعاء قادرةٌ على اختراق السياج الأمني لصنعاء وحتى لو كانت حرباً كارثية فسينجو قادة الإصلاح كما سينجو علي عبد الله صالح في حال ضحى أنصارهُ بأنفسهم حقناً لعرشه ...
نحب الإصلاح لأننا شاهدنا عبد الملك الحوثي وهو يقود أنصاره من محرقةٍ إلى أخرى حتى أصبح الأمر بالنسبة لدينا أشبه ما يكونُ بخبرٍ روتيني ... خبر مقتل خمسين وستين وسبعين حوثي هنا وهناك ...
لا مشكلة لدى الحوثي فالبديل جاهز وفي أسوأ الأحوال سوف يفر إلى إيران ويعيش هناك ملكاً معززاً ومكرماً ...
ولكن الإصلاح تنازل عن مؤسساته ومقراتهِ ورفض أن يحارب لأن الدماء عبءٌ ثقيلٌ أمام الله ولا قدرة لهم على تحمل عبئها ...
نحترم قادة الإصلاح لأننا نرى بأم أعيننا كيف يضحي الحوثي بأنصارهِ في أرجاء البلدِ بينما نرى قادة الإصلاح يتريثون من دونِ أسبابٍ مقنعة ... هي بلا شك غير مقنعة ...
شبابهم يصرخون ويزأرون في كل مكانٍ بانتظار قرارٍ من أعلى الهرم يفتح أمامهم باب الجهاد والدفاع عن الوطن والعقيدة ولكن قادتهم يرفضون وبدون أسبابٍ مقنعة !!
وهل هناك قائدٌ يرى فرصةً لتحقيق أطماعهِ أفضل من وجود أنصارٍ مستعدين للتضحية بأنفسهم !!
علي سالم البيض فعلَ ذلك ...
لم يخسر شيئاً حينما قاد الجنوب للمحرقة وهربَ كالجرذِ إلى عمان فعاش حياة الملوك من قصرٍ إلى قصر وأقام الأعراس الملاح لبناته !!
لا أحد بإمكانه أن يزايد في هذا الشأن فليس هناك قادةٌ يتحملون هذا الكمَّ الهائل من النقد اللاذع بل والجارح من أنصارهم مثل قيادة الإصلاح التي لم تتمكن إلى اليوم من إفراغ طاقات حزبها الشبابية والجهادية والشعبية الهادرة في وسيلةٍ تخدم أهدافَ الحزب الوطنية والدينية ...
أو حتى أهداف القادة الشخصية إن كانت لديهم أهدافٌ انتهازية كما يحاول الإعلام المضاد أن يصورهم .
لا توجد حركةٌ في اليمن تمتلك هذا الكم الشعبي الهائل لدى حزب الإصلاح ونحن نعلم أن الإصلاح قادرٌ في جمعةٍ واحدة في الستين على حشد أضعاف أضعاف ما يحشده الحوثة في المطار وعشرات أضعاف ما حشده المؤتمر الحزب الذي اتضح للجميع أنه غير قادرٍ على حشد نصف حشود الحوثي فما بالكم بالإصلاح !!
إلا أن هذا التفوق الشعبي الهائل لا يغير شيئاً في الخارطة السياسية التي يسير عليها حزب الإصلاح ...
هذا الحزب أكثر حزبٍ يتنازل وأكثر حزبٍ يتراجع وأكثر حزبٍ يعود للخلفِ في الوقتِ الذي ينتظر أنصارهُ منه إشارةً لافتراس خصومهم ....
شخصياً لا أستطيع أن أفسر هذه العقلانية والصبر والتريث والحكمة التي ألمحها في قادة الإصلاح لدرجة أن خصومهم قد انتهكوا حرمات بيوتهم .
ولكن هل بيوتهم أغلى من تلك الدماء التي ستسيلُ في حال أرادوا الانتقام لأنفسهم ؟؟
هذا ليس كلامي وإنما كلامهم هم وأتحدى أياً كان أن يضعَ كلامي في خانة الجدال السطحي العقيم أو دعاية سياسية لا وجود لها على أرض الواقع ....
لأن هذا ما أثبته قادة الإصلاح على أرض الواقع !!
نحن نعلم أن بيوتهم قد تم انتهاك حرماتها أمام مرأى ومسمع أنصارهم الذين كانوا ينتظرون منهم إشارةً للزحف والاحتشاد في صنعاء لتأديب أنصار علي صالح والحوثي ...
ولهذا أقولها بكل تجرد ...
من المعيبِ أن نسيءَ إليهم لأنهم يحقنون دماءنا ويحافظون على حياتنا ..
ليس من حقنا أن نكون حمقى وسُذَّج لدرجة أن نتهمهم بالتخاذل والخوفِ ونحنُ نعلمُ أنهم قادرين على تكرار نفس السيناريو العفاشي والحوثي ...
فليس عصياً عليهم أن يقولوا لشبابهم حيا على الجهاد وهم مختبئين كالجرذان كما يفعلُ علي صالح والحوثي وعلي سالم البيض وغيرهم ..
ليس من حقنا أن نُسيء إليهم لأن لديهم عقدة الخوفِ على البلاد والعبادِ وليست لديهم أجندة دولية وإقليمية تتحكم في قراراتهم وتفرضُ عليهم شروطاً قسرية وانتهازية مقابل الحصول على الدعم اللامحدود ..
لا مشكلة في أن يسخر الخصوم من الإصلاحيين فأن يقولوا جبناء خيرٌ من أن يقولوا قتلة ..
الهزيمة كلمةٌ لا وجود لها في قاموس الإصلاح لأن قادتهُ يعرفون طريقهم جيداً ما دامت قراراتهم تنبع من قناعاتهم وعقيدتهم وليست مفروضةٌ عليهم من أطراف دولية داعمة ..
الهزيمة كلمةٌ لا وجود لها في قاموس الإصلاح ما دامت قراراتهم لا تتضمنُ الاعتداء على الغيرِ وسفك الدماء ونشر الحروب في البلاد بداعي تحرير البلاد من الطائفيين أو المناطقيين أو الإرهابيين أو الأعداء والخصوم السياسيين ...
كل هؤلاء بالإمكان هزيمتهم بمجرد الوقوفِ بعيداً عنهم وتركهم ينحرون أنفسهم بأنفسهم .
فدماؤهم ستنزف حتى آخر قطرةٍ وساعتها لن يملك أحدٌ منهم فرصةً للنجاةِ لأن الحربَ قد انتصرَ فيها من جنَّبَ أنصارهُ الوقوعَ فيها ...
هناك بلا شك لحظةٌ حاسمةٌ تستحق الزئير وربما تسيلُ فيها الدماءُ إلى الركب ...
ولكن هذه اللحظةُ بالإمكانِ تجاوزها بأقل خسائر ممكنة إن اخترنا الوقت المناسب والمكان الأنسب ...
حربٌ في صنعاء ليست في صالح الإصلاح والوطن ...
وحربٌ في إب ليست في صالح الإصلاح والوطن ...
وحتى إن كنا نعذرُ أبناء الشيخ الدعام في اتهامهم للاصلاحيين بخذلانهم وعدم مساندتهم ضد الحوثة .
إلا أننا نعلمُ جيداً أن الوقت الذي يتحالف فيه الأعداء هو أفضل وقتٍ للانسحاب ...
حتماً سوف يفترقون ويفترسون بعضهم ...
ساعتها لكل حادثٍ حديث ...