الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٠٤ مساءً

علي صالح والعودة الممكنة !

يحيى مقبل
السبت ، ٠٨ نوفمبر ٢٠١٤ الساعة ١٠:٠٠ صباحاً
التهديدات الامريكية لمن يحمل الجنسية اليمنية اياً كان تمثل دون ادنى شك استفزازا لأي يمني يحمل ذرة من كرامة ، والذي يفرح من قوى الداخل بتلك التهديدات فلأنه يعاني نقصا فادحا في الكرامة الوطنية .ليس دفاعا عن صالح وفساده ولكن من باب الانتصار للكرامة اليمنية .

قد تكون التهديدات الامريكية لعلي صالح مجلبة للتعاطف الشعبي معه لكنها لا تعفيه من استحقاقات كثيرة للشعب .

فعديد المصادر التي تتحدث عن ثروة علي صالح وعائلته تقدرها بمليارات الدولارات ، وقد صنف ضمن اثرياء القادة العرب . و اذا ما اراد علي صالح ان يصنع لنفسه معروفا ويقضي للوطن والمواطن استحقاقا ، بحيث يقدر المواطن ان يتناسا وجع ثلاثة وثلاثين عاما من حكمه ، فما عليه الا الاسراع في نقل رؤوس امواله واستثماراته من الخارج لاستثمارها في الداخل ما يوفر الكثير من فرص العمل وليصب جزء من ريعها لرفد خزينة الدولة وهو بهذا المعروف الذي هو في الوقت نفسه استحقاقا عليه للوطن والمواطن كونها اموال الشعب وهو بذلك سيستغني عن البحث عن ملمعات تجعله مقبولا لدى الشعب، وتحد من جدوائية العقوبات الدولية اذا ما فرضت.

جزء بسيط من هذه الاموال المنهوبة والتي تقدر بمليارات الدولارات ستبعد عن اليمن شبح الانهيار الاقتصادي .

لا يملك علي صالح من الشجاعة الوطنية ما يجعله يقدم على هكذا تصرف شجاع ، ولكن اذا ما تظافرت مع تخوفاته من العقوبات الدولية ضغوطات من اللجان الشعبية فربما استجاب ،لا سيما وانصار الله احوج ما يكونون لتبرير تحالفهم الخفي مع الرئيس السابق ولا شيء يمكنه تبرير ذلك التحالف الخفي مثل اعادة رؤوس امواله واستثمارها في الداخل، صحيح ان التحالف المستتر ليس مجانيا اذ سهل انتشار انصار الله في جغرافيا الشمال ، لكنه بخيس اذا ما قارناه بما الحق بالوطن من اضرار لا سيما حرب 94 والحروب الست ، وما قدمه علي صالح من تسهيلات مكنت انصار الله من احراز تقدم باقل كلفه مخصوص بأنصار الله ،على الاقل في نظر البعض ،اذ لا يستشعر بعض من ليسوا من انصار الله جدية وثورية اللجان الشعبية وهي لا تساءل علي صالح ولا تضغط باتجاه رفد خزينة الدولة مما بحوزته من اموال الشعب المنهوبة وعدم ممارسة ضغوط جدية من اللجان الشعبية على الزعيم سيفقدها جزء من توازنها والكثير من مثاليتها .

علي صالح نفسه على وشك التعرض لعقوبات دولية لا سيما وسط الحاح خصومه السياسيين وداعميهم الاقليميين والدوليين ، ومن صالحه اعادة هذه الاموال واستثمارها في الداخل لا سيما والشعب يعلم جيدا ان هذه الاموال ثمن لصفقات فساد مع شركات اجنبية ، وثمن زهيد مقابل خيانة وطنية لتوقيع اتفاقيات الحدود مع المملكة السعودية ، وجلب تلك الأموال للداخل يكفر عن الرجل ويجعله بالكاد مقبولا ومستساغا لدى الشعب .