في ذكرى رحيل الغالي حميد شحرة اليوم ال25/10
فكرية شحرة
السبت , 25 أكتوبر 2014
الساعة 06:38
صباحا
أيها الراحل والعود أخضر
الآن يا صديقي وكلي وجع , وبعد ثمان سنوات من النجاة من الاحباط الكبير أتمنى أن أقف أمام قبرك كي أهنئك بالخلاص من أيامنا السوداء هذه .
هنيئاً لكل الراحلين نجاتهم .. الراحلين ببقايا أمل ..هنيئا لهم ذلك الأمل سراجاً في قلوبهم وقبورهم , هنيئا لهم النجاة من شعور العجز والذهول الذي يجتاحنا كسيل في ظلام عاصف .
أنكم رحلتم كي لا تروا موت أحلامكم قبلكم مثلنا .
فيا أيتها السنوات تتابعي كيف شئت ..توالي كيفما كنت فنحن هنا كما كنا قبلاً بل و أسواء عما كنا , هذا الوطن الذي يغادره كل جميل ليكون القبح هو البديل , رحل عنه أفضل أبناؤه إما شموعاً يضيئون طريقه إلى المستقبل وإما ضحايا من أجل بقائه هو الأفضل , لكننا في حال كهذه من الفوضى وتذوق الفشل مُراً وحزناً على خسارتنا لأحلامنا في يمن مشرق ودولة حقيقية قوية سعى لها وطن مثقل بالجراح . في هذه الحال ربما كان حالكم أيها المغادرون أفضل .
أنكم رحلتم والعود أخضر.. الآن صار سوطاً تجلد به ظهورنا كلما فكرنا برفع رؤوسنا نتطلع للحرية والكرامة . قد جفّ و قسى من تواكب الهموم والنكبات على هذا الوطن , هذا العود الذي كان أخضر كم تمنى الحالمون لو قوموه كي يستوي وينعدل ويصبح حاله أصلح .
كم تمنينا وطناً يحتضن أبناؤه ومبدعيه , لا أن يسحقهم ببطالة وحاجة تشتت فكر اللبيب , لا أن يسلخهم بهموم ومشاكل تفقدهم حلم الإنجاز وتفرغهم لمطاردة ماراثونية مع لقمة العيش والأمان , تشرنق أفكارهم حول حلم الخلاص منه إلى أرض تستحق الحلم فيها. الوطن الذي أصبح طارداً لكل جميل إما بالموت أو الرحيل .
كم تمنينا وطناً يتنفس فيه الفن والجمال والحب بدلاً من أن يكتم أنفاسنا الصراع والحرب , كم زرعنا من حلم وكم حصد الشر فينا من حرّ .
فماذا تبقى لنا أيها الراحلون والغصن أخضر .. غير أن نلملم أوجاعنا ونحلم بأن نرحل ..
من صفحة الكاتبة على \" الفيس بوك \"
اخترنا لكم
آخر تحديث
الأحد,06 يوليو 2025
الساعة 12:01
صباحا
# | اسم العملة | شراء |
---|---|---|
|
دولار أمريكي | 2739.50 |
|
ريال سعودي | 720.00 |
