الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٢٩ مساءً

العبيد.. طعنة الخاصرة

فكرية شحرة
الثلاثاء ، ١٢ ابريل ٢٠١٦ الساعة ٠٤:٥٠ مساءً
قد يثير العجب أن الشيء الضئيل يفسد الشيء الكثير ويعكره على قلته وحقارته، بل أنه يتفشى كالسرطان في الجسم السليم.
السلالة الهاشمية مثلا حين دخولها اليمن كانت محدودة بشخص الإمام الرسي الذي لقب نفسه بالهادي إلى الحق و _ليس له أي حق في بلدنا_ دخل مع أتباعه وعائلته من نفر قليل، فكيف لوث مجتمعاً كاملاً ذا عراقة تاريخية كاليمن بخرافات الاصطفاء والقداسة والإمامة والحق الإلهي والتي بذر بذورها قريبه في الملة اليهودي عبدالله بن سبأ في زمن خلافة عثمان..
إن مشكلة اليمنيين الأزلية ليست في المرض المجتمعي أو الفكري الذي يغزو واقعهم بين فترة وأخرى، بل في غثاء العبيد الذين يتهيئون في كل زمان ومكان للحفاوة بهذا الوباء.
وبأيديهم النجسة يقتل الشرفاء من بني جلدتهم.
فالعبيد من قبائل صعدة هم الذين دعوه واستقبلوه استقبال الفاتحين ومكنوه من حكم تلك المناطق وغرس تلك الأفكار الدخيلة على اليمن دينيا واجتماعيا، ومن ثم الاستيلاء على صنعاء إبان حكم أبو العتاهية ذلك الوقت.
العبيد كانوا طعنة الخاصرة في وطن العراقة والحرية هم من وأدوا كل ثورة حرة وباعوا كل ثائر للموت والقتل ابتداء من أصحاب المطرفية وصاحب الدنوة ونشوان الحميري وانتهاء بتمييع ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، بإزاحة كل حر من كل مشهد بعدها حتى حكم اليمن سيد العبيد وعبد السيد المدعو (عفاش) والذي ختم سيرة عبوديته بإعادة اليمن لأحضان الإمامة، العبيد هم من باعوا ثورة 11 فبراير آخر انتفاضات شعبنا الثائر دائماً.
هم الأيدي الملوثة بدماء الأبرياء والخيانات وهم الرعاع في كل عصر ووقت وكأنما يتناسلون عبوديتهم ويتوالدونها.
وأخيرا زاد في أحمال اليمنيين جيش آخر من العبيد المزمرين والذين يدّعون الحداثة ومواكبة العصر قد سيطرت عليهم هذه السلالة فكريا فراحوا يستغبون العقل اليمني باللجوء لأفكار براقة فسوقوا الحوثية على أنها حركة ثورية ونكبوا اليمن ليتحولوا بعدها إلى محايدين عميقين ينظّرون للحرية والتعايش ويتصيدون أخطاء المقاومة وقوى التحالف ويتناسون المشردين في الداخل والخارج وألوف القتلى لهذه الحركة الثورية ومازالوا يروجون للهاشمية السياسية العنصرية كطرف له الحق وليس خصم يريد اخضاع الشعب.
الاعتراف بالهاشمية السياسية التي قادت مليشيا الخراب كمكون اجتماعي يمني يوسع الحفرة التي ستبتلع مستقبل اليمن، فما هي إلا جولة في نظرهم، وقد اثبتت لنا الأيام صدق إصرارهم على حكم اليمن بأي وسيلة وطريقة، ينكثون عهودهم ويحتالون لبلوغ مرامهم ما دام خلفهم جيش العبيد الذين يغلقون عقولهم ويفتحون جيوبهم ولهم سماعون في كل زمان ومكان.

"يمن مونيتور"