الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٣٦ مساءً

الأيادي الآثمة!

د. وليد العليمي
الاثنين ، ١٥ سبتمبر ٢٠١٤ الساعة ٠١:٤٦ مساءً
سيناريوالأزمة اليمنية التي بدأت أواخر شهر رمضان الفائت عندما رفعت الحكومة الدعم عن المشتقات النفطية يكاد يكون في فصوله الأخيرة ، جماعة الحوثي الثيوقراطيةالمسلحة حشدت أعضائها وأنصارها على مداخل العاصمة صنعاء ،وتدرج تصعيدها الإحتجاجي الرافض لرفع الدعم عن المشتقات النفطية "الجرعة" من الإعتصام الي المسيرات التي جابت شوراع العاصمة وقطع الطرق الرئيسية وتعطيل حركة السير والدعوة الي العصيان المدني لقد خلفت هذه "الخطوات التصعيدية" على حد تعبير قائد الجماعة "عبدالملك الحوثي " عدد من القتلى والجرحى في المسيرة الحوثية الي مجلس الوزراء ومحاولة إقتحامه ، وفي محاولة الجماعة بسط نفوذها على منطقة "حزيز" أحد المداخل الرئيسية المهمة للعاصمة صنعاء.


المثير للإنتباه والجديربالملاحظة ما حدث أمام مجلس الوزراء يوم الثلاثاء الماضي وبحسب شهود عيان عندما حاول عدد من أنصار الحوثي إقتحام مجلس الوزراءوحاول عدد اخر الإعتصام بجوار بوابته ، وما كان من حراس مبنى مجلس الوزراء إلا إطلاق الأعيرة النارية في الهواء ،ولاكن في تلك اللحظات كانت هناك أيادي أثمة متربصة ،يبدوا أنها تنتظرهذه اللحظات الحرجة ،ويبدوا أيضا انها لاتعمل الا في تلك اللحظات ، لصب الزيت على النار ولتأجيج الموقف ،فلقد قامت هذه الأيادي ، بإطلاق الرصاص المندس ، الذي لم يكن مصدره "جنود الحراسة" ولاعناصر" أنصار الله"من الحوثيين ولكن كان مصدره أنصار الشيطان ، إن هذه الأيادي المندسة التي لاتعمل إلا في الظلام ولتحقيق مآرب خبيثة ولزرع الفتنة والشقاق ، هي الأيادي نفسها التي أطلقت الرصاص منذ شهور خلت لتغتال براءة الشباب المتحمس والتواق للحرية والعدالة والكرامة في نفس المكان أمام مبنى مجلس الوزراء ، وكان هذا الشباب الثائر قد إنطلق من ساحة التغيير بقيادة الناشطة "توكل كرمان" الي بوابة مبنى مجلس الوزراء ،إن هذه الأيادي الملوثة هي الأيادي نفسها التي أطلقت رصاص الغدر والخيانة لتحصد أكثر من ستين شهيدا في جمعة الكرامة ،أثناء ثورة 11فبراير المجيدة ،إن هذه الأيادي الخبيثة الملطخة بدماء الأبرياء هي الأيادي التي غيبت قسرا الكثيرمن الأحرار والشرفاء والمناضلين في غياهب السجون والمعتقلات والقبور.


إن هذه الأيادي الظلامية القادمة من الجحيم هي الأيادي التي تريد لليمن أن يعيش محطما ومقسما ومشرذما وتريده أن يغرق في أتون الصراعات المذهبية والطائفية والفئوية ، سواء كانت في كرسي السلطة أو خارجه لأنها تقتات على الأزمات ولا تستطيع أن تعيش إلا في أجواء الصراعات والإقتتال والتخريب ، إنها تستمد بقائها من صناعة بؤر الصراع وإذكاء روح الإختلاف ، وإشاعة الكراهية والتماهي مع الخداع ،إنها كالهوام الضالة التي لا تستطيع الحياة إلا تحت جنح الظلام ، يقتلها ضوء النهار ، ويعيق حركتها نور الحرية ،و يخنقها حب الوطن وبنائه والسعى من أجل مصالحه العليا ،إنها تتنفس هواء الشر والحقد والمصلحة والأنانية وحب الذات ولايمكنها العيش بدونه ،الهواء النقي المشبع بالصدق والأمانة والنزاهة والمصداقية يفقدها توازنها ويصيبها بالعمى فتلجأ الي جحورها النتنة ، لتعد الخطط وتصنع المؤامرات وترسم الأدوار لتحمل لواء الغدربين الفينة والأخرى ولتعيق مسيرة التغييروالثورة والإنعتاق من العبودية ، إن بتر هذه الأيادى المندسة الأثمة هو الطريق للعبور إلي المستقبل وبناء اليمن الجديد .