أمانة الدور

فؤاد الحميري
السبت , 13 سبتمبر 2014 الساعة 12:26 مساء
الجلوس خلف الأوراق والسطور كالجلوس خلف الشاشات ، يعطيك شعورا كاذبا بكونك حامل قضية ، وصاحب دور . شعور يعفيك مؤقتاً من تأنيب الضمير حيال تقاعسك عن أداء واجبك تجاه الوطن وما يمر به من تحديات ومخاطر ، لكنه سرعان ما ينعكس عليك وعلى الوطن في صورة خيبات وانتكاسات وهزائم .
لا أنتقص هنا من شأن متابعاتنا الصحفية، واهتماماتنا الإعلامية بالمشهد الوطني - فضلا عن التفاعل معها - بقدر ما أناقش الاستغراق فيها على حساب أدوار أجدى ، ووظائف أولى ، وواجبات أهم . فلكل منا قدرة ، وطاقة ، واستطاعة . هي مناط التكليف، ومنطلق التشريف . حولها ينبغي أن ندندن ، وبها يجب أن ننشغل ، وإليها يتحتم أن ننصرف، وعلى قدر قيامنا بها - أفرادا وجماعات - يكون سد الخلل، وردم الفجوة، ومعالجة الخطأ، وتلافي التقصير، وتجاوز العقبة ، والخروج من الأزمة .
إن المتابعات الصحفية ، والاهتمامات الاعلامية لأيٍ منا - سوى الصحفي والإعلامي - لا يصح أن تكون بديلاً عن واجباته الأساسية ومهامه الحقيقية . بل رديف لها ، وإضافة إليها . ومثلها كافة الاهتمامات الأخرى على اختلاف درجاتها، وتباين أهميتها . فالمسألة ليست هروباً من تحمل المسؤولية، ولا تحايلاً على أداء الواجب . وإنما هي الأمانة الملقاة على عواتقنا، والتي لن يسامحنا الله إن أضعناها، ولن يرفعنا الوطن إن وضعناها . وكلٌ في نطاقه، وكلٌ حسب طاقته .