الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٥٢ صباحاً

هل هناك فعلا حكمه يمانيه؟

خالد محمد الكحلاني
الجمعة ، ٠٤ نوفمبر ٢٠١١ الساعة ٠٧:٤٠ مساءً
منذ نعومة اظفارنا ونحن نلقن في المدراس والمساجد وعبر وسائل الأعلام حديث الرسول عليه الصلاة والسلام: اتاكم اهل اليمن هم ارق قلوبا والين افئده الأيمان يمان والحكمة يمانيه. حتى صار هذا القول مصدر فخر لليمنيين يفاخرون به باقي الشعوب والأمم وهذه الأيام تعيش بلادنا ازمة سياسيه طاحنة منذ تسعة اشهر انعكست على كل مناحي الحياه سفكت فيها الدماء الطاهره البريئه, ثكلت الأمهات , رملت النساء ويتم الأطفال.

قطعت الطرق وانعدمت مقومات الحياه الأساسيه من محروقات وكهرباء ومواد غذائيه حتى اصبح الناس في بعض المناطق والأحياء يعيشون حياة القرون الوسطى. ووسط كل هذا الصراع لايزال الناس ينتظرون الفرج وظهور الحكمه اليمانيه لتنقذهم مما هم فيه ولكنها لاتاتي ابدا حتى ذهب البعض الى التشكيك في صحة الحديث النبوي الشريف وهنا يحق لنا ان نتساءل وبمراره فعلا: هل فعلا توجد حكمه يمانيه واذا كانت موجوده فاين هي ومن هم واين هم حكماء وعقلاء اليمن ؟ اسئله حائره لم تجد لها جوابا الى الأن.

هل من الحكمه ان يتشبث شخص واحد لازال يلقب الى الأن بحكيم اليمن وفارس العرب يتمسك بالسلطه الى اخر رمق في حياته بالرغم من انه قد شاهد الموت عيانا خلال هذه الأزمه وكتبت له الحياه من جديد. الم يكن له فيما جرى أي عظه وعبره؟ اين الحكمه اذا لم يتعظ بما حدث لزملائه من نهايات مأساويه؟
اليس من الحكمه ان يحقن الدماءويجنب شعبه المزيد من الدمار والخراب والتمزق ويجنب نفسه واولاده واحفاده واسرته مصيرا تراجيديا كمصير اولئك الزعماء ويهناء بما تبقى له من عمر وسط اهله واولاده ويختم حياته خاتمه حسنه بدلا من ان يختمها خاتمة سيئه حزينه.

هل من الحكمه ان ينشق اشخاص عن نظام لطالما كانوا اركانه الأساسيين وقوته الضاربه ليس لوجه الله تعالى ولا انتصارا للحق او للشعب وانما انتصارا لمصالحهم واطماعهم ونفوذهم ثم يركبون على ثوره شعبية صادقه قامت ضد الظلم والتسلط ويسخرونها لخدمة مصالحهم واهدافهم في صراعهم مع النظام دون ان يقدموا أي دليل او ضمانات انهم فعلا خرجوا من اجل الشعب ونصرة له.

هل من الحكمه ان يقسم الجيش الذي يفترض انه الحامي للوطن ولوحدة ترابه وحامي الشعب وامنه ومكاسبه؟ هل من الحكمه ان يوجه سلاح الجيش نحو صدور مواطنين عزل فيسفك الدماء ويقتل الأنفس البريئه؟ وهل من الحكمه ان يقتل الجندي زميله الجندي في صراع على السلطه والنفوذ لاناقة له فيها ولا جمل؟
هل من الحكمه اليمانيه ان ياتي رجال دين وعلماء يفترض انهم ورثة الأنبياء ومصابيح الهدايه للحكام والشعوب يقراون كتاب الله وحديث رسوله ثم يسخرون هذه الأيات والأحاديث لخدمة مصالح واطماع الفريق الذي يناصرونه ارضاء لأصحاب القوه والنفوذ سواء في السلطه او المعارضه. اين هولاء من قول الله تعالى: واذ اخذ الله ميثاق الذين اوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون. صدق الله العظيم فبئس ما يشترون فبئس ما يشترون.

وهل من الحكمه اليمانيه ان تتحول وسائل اعلام رسميه وحزبيه ومستقله الى منابر تبث خطاب الحقد والكراهيه والعصبية البغيضه بين ابناء الشعب الواحد والأسرة الواحده حتى اختلف الأب مع ابنه والأخ مع اخاه والزوج مع زوجه
اليست رسالة هذه المؤسسات الأعلاميه هي نشر الوعي والثقافه وبث روح المحبة والأخاء وارساء قيم الموده والتصالح فكيف بها وقد تحولت الى وسائل هدم وتدمير للقيم والأخلاق والسلم الأجتماعي؟

وهل؟ وهل؟ وهل ؟وكم من الأسئله الكثيره التي لاتزال تنتظر الحكمه اليمانيه ان تجيب عليها والى ان نجد اجابات كل هذه الأسئله سنضل نسال ونكرر نفس السؤال: هل فعلا توجد الحكمه اليمانيه؟ واذا كانت موجوده فعلا فأ ين هم حكماء اليمن وعقلاءها؟
والله من وراء القصد