الجمعة ، ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٣٧ صباحاً

إبتسامة الصحافة اليمنية..!! وداعاً !!

د. أحمد عبيد بن دغر
الخميس ، ٠١ يناير ١٩٧٠ الساعة ٠٣:٠٠ صباحاً
يمن برس - خاص


(كل نفسٍ ذائقة الموت..) صدق الله العظيم
** حميد شحرة..
ـ علماً شامخاًَ في سماء الوطن في زمن الخضوع..
ـ مبتسماً دوماً.. بالسرَّاء والضرَّاء.. بالمنشط والمكره.. ولابتسامته العذبة تذوب
معظم الصعاب.. ويتفق معه من هو ضدُّه، وبابتسامته الهادئة، وإطلالته الرائقة.. كسب حب
وتقدير كل من عرفه أو سمع عنه.
ـ بسلوكه القويم.. أصبح عنواناً ناصعاً لروح التسامح.. والقبول بالآخر، وأصبح واجهة
مشرقة للتنوير لدى كل الجهات التي ينتمي إليها!! وصار هو من يزيِّن تلك الجهات بدماثة
وعلو أخلاقه.. وليس العكس!!.
ـ بشجاعته الرزينة.. أثرى الساحة الصحفية في بلادنا بكل ما يملك من روح معنوية قوية..
ومهنية صحفية عالية.. وإدارة مؤسسية حكيمة.
ـ بأسلوبه الراقي.. أسرَ بتعامله كل من جالسه.. وأقنع بدهائه كل من ناقشه.. وتصالح
بحكمته مع كل من خاصمه..
ـ بوطنيته الغيورة.. صبَّ جُلَّ اهتماماته لكل مافيه مصالح الناس من أبناء وطنه
وأحوالهم.. حتى أن كل ماهو تحت إدارته (المؤسسة – الصحيفة – الموقع الالكتروني) قام
بتسميته بإسم (الناس).
ـ بعقليته الرصينة.. وأفكاره المستنيرة.. جعل من منشأته الإعلامية الشامخة، حديث
المجالس لدى المثقفين والمتابعين.. ولحسن اختياره للقائمين على مؤسسته من الشخصيات
المتنورة وذات الكفاءة المهنية العالية، غدت صحيفة الناس من أوسع الصحف إنتشاراً
وأكثرها قراءةً في بلادنا.. وكل محب (للناس!) يثق بأن القائمين على مؤسسة الناس
سينتهجون نهج معلِّمهم!!
ـ بنواياه الطاهرة.. كتب الله سبحانه وتعالى له أن يفوز بحسن الخاتمة.. فقد اتمم كل
أعمال حياته الخصبة بالخيرات بأداء مناسك العمرة، والتي نسأله تعالى أن يكتبها له كحسن
خاتمة (ولا نزكي على الله أحدآ..).
ـ ثمَّ.. جاءت صاعقة مدوية تحمل خبر رحيل (حميد شحرة) عن دنيانا الفانية.. بعد حياة
حافلة بالعمل المخلص والدؤوب.. في سبيل إرضاء ربه ثم وطنه وشعبه.
ـ هكذا دائماً هي حياة الناس الاستثنائيين.. قصيرة المدة، لكنها مليئة بالعطاء.
ـ ولذوي حميد شحرة أقول إنَّ الله لا يضيِّع أحداً من عباده.
ـ رحمك الله.. ياإبتسامة الصحافة اليمنية.. يا فقيد الناس (المؤسسة!).. يا فقيد الناس
(ذويك ومحبيك وأبناء وطنك!).. ولا نقول إلا ما يرضي ربنا.. والحمد لله الذي لا يُحمدُ
على مكروهٍ سواه على قضائه وقدره المحتوم..
(وبشر الصابرين.. الذين إذا أصابتهم مصبية قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون.) صدق الله
العظيم.


[email protected]