الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٣١ مساءً

زلة بيان المشترك وتحذير د. ياسين

عارف الدوش
الثلاثاء ، ٢٠ مايو ٢٠١٤ الساعة ٠٧:٤٠ مساءً
سألني صديق مؤتمري عما إذا كان الدكتور ياسين سعيد نعمان الأمين العام للحزب الإشتراكي اليمني مستشار رئيس الجمهورية اطلع على بيان اللقاء المشترك الذي دعا لعقد مؤتمر وطني وقبل أن يتيح لي الإجابة أجاب على نفسه جازماً ومتيقناً بأنه لم يطلع على البيان وقال : ربما لم يعرض البيان على الإشتراكي.

فقلت لصديقي المؤتمري لا توجد عندي معلومات لكن لماذا أنت متيقن من كلامك فقد سألت وأجبت دون أن تتيح الفرصة للرد فجاء رده مبنياً على معرفة وتقييم لموقف الحزب الإشتراكي الذي يعلنه ويصرح به الدكتور ياسين أمينه العام في كل كلامه ومقابلاته الصحفية والتلفزيونية وقال جازماً : لو عرض بيان المشترك الفضيحة على الدكتور ياسين سيعترض بشدة على فقرة الدعوة إلى مؤتمر وطني ولوعدت الى تصريحاته ومقابلاته ستجد أكثر من دليل يؤكد ما أقوله.

فقلت لصديقي المؤتمري :و لماذا أحتفيتم في المؤتمر أكثر من اللازم بدعوة المشترك لعقد مؤتمر وطني لوضع المعالجات الجادة المتعلقة بالوضع الاقتصادي والأمني الذي يمكن اعتباره " زلة " بيان المشترك ؟ وشارككم آخرون في أحزاب المشترك صاحبة البيان وخارجها من الأطراف التي شاركت في مؤتمر الحوار الوطني فلم يعلق صديقي المؤتمري وإنما أراد نقل الحديث حول ما جاء في البيان عن أحرار المؤتمر فأنقطع الحديث بيننا.

وقبل أن أعرج الى تأكيد يقين صديقي المؤتمري بخصوص موقف الإشتراكي من " زلة" بيان المشترك سأقول لكم لماذا تم الإحتفاء بتلك" الزلة"؟ أولاً: لا خلاف أن البيان خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً والسيء هو ما ورد حول عقد مؤتمر وطني، وثانياً: لقد تم الإحتفاء بتلك " الزلة" بتكبيرها وتفنيد موبقاتها وتجريم صاحبها وكأن المحتفين يخافون على تجاوز مخرجات الحوار الوطني ولم تكن لهم اعتراضات وإعاقات ومحاولات تمييع مضامينها بل بعض المحاولات وصلت حد التعطيل والرفض وبلغت ذروتها قبيل اختتام مؤتمر الحوار بالتخطيط والتنفيذ لإفشاله بتصعيد العنف وتنفيذ اغتيالات وتهديدات وإرباك المشهد العام لقتل فرحة اليمنيين بنجاح أختتام مؤتمر الحوار.

أما ثالثاً: وهو الأهم فهناك قوى وأطراف تتواجد في المؤتمر والمشترك وخارجمها شاركت في مؤتمر الحوار الوطني وتحملت على مضض ما قيل فيه وما أسفر عنه من مخرجات هي محل رفض بالمطلق من قبلها فقد صنعت العراقيل وحاولت تمييع مضمون مخرجات الحوار خلال أيام وشهور مؤتمر الحوار فحققت بعض ما أرادت وفشلت في الكثير وهي تواصل اساليب المكر والخداع بإظهار الموافقة وممارسة النقيض.

فهناك قوى وأطراف نافذة تمتلك القوة والمال تعمل ليلاً ونهاراً لإعاقة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني وتسعى لتجاوزها بخلق أزمات وارباكات واختناقات وهي تهدف لفرض أولويات جديدة تؤدي إلى تأخير تنفيذ مخرجات الحوار أو تركينها في " الرف"والتخطيط والتنفيذ لإشغال البلاد والعباد بأزمات وإرباكات متلاحقة هنا وهناك كي لا تتفرغ القيادة السياسية وقوى المجتمع الحية للبدء بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني التي ترى فيها تلك القوى والأطراف إنها ستؤدي الى تقليص أدوارها ونفوذها ومصالحها التي حصلت عليها واكتسبتها خارج الإستحقاق والنظام والقانون وفي ظل الفوضى واللادولة.

ولنا مع تلك القوى والأطراف تتواجد في كل الأحزاب والتنظيمات السياسية و في كل المؤسسات المدنية والعسكرية والأمنية تتلون وتغير جلودها تمتطي الثورات و تقود المعارضة وتشارك في الحكم في الوقت نفسه فهي تتعامل مع الثورات وانتفاضات منذ ثلاثينات القرن العشرين الماضي مروراً بثورات واتفاضات "48و55 و60 و61 و 62و63 و67 " كغنائم والوقائع والأحداث والتاريخ يقول لنا الكثير حول هذه القوى والأطراف لكن الناس يكررون أخطاءهم ولا يتستفيدون ولا يعتبرون.

والآن سأورد دليلاً على يقين وجزم صديقي المؤتمري بأن " زلة" بيان المشترك لم يطلع عليها الدكتور ياسين سعيد نعمان أمين عام الإشتراكي، بل وأضيف أنا بحسب مصادر عليمة في الإشتراكي - برغم أني لست مخولاً بالتصريح والكتابة باسم الحزب - أضيف أنه لم يشارك أحد من الإشتراكي في اجتماع المشترك الذي خرج بذلك البيان المتضمن "زلة" الدعوة لمؤتمر وطني ولا حتى عرض البيان على الاشتراكي .

فما جاء في البيان وخاصة تلك " الزلة" المتعلقة بعقد مؤتمر وطني معناها دعوة لتجاوز مخرجات الحوار الوطني الذي شارك فيه الإشتراكي بفعالية وكان لأمينه العام الدكتور ياسين وممثلوه دور كبير إلى جانب القوى الحية في المؤتمر" الشباب والمرأة ومنظمات المجتمع المدني والمستقلون والمستقلات" في تثبيت مخرجات تناولت قضايا في غاية الأهمية فيما يتعلق بالحقوق والحريات والحكم الرشيد واستقلالية الهيئات والفيدرالية وتوزيع الثروات والمواطنة المتساوية ومشاركة النساء والشباب ورفع الظلم والتعسف والاستبداد من على كاهل الأغلبية الساحقة من أبناء الشعب وإيقاف النهب والسلب لثروات البلاد.

وباختصار لو عدنا إلى آخر مقابلة للدكتور ياسين سعيد نعمان التي نشرتها صحيفة " المصدر " الأحد 20 إبريل2014م سنجده يحذر بشدة من تخطي مخرجات الحوار الوطني ويشدد على ضرورة صياغة الدستور القادم بما يتفق كلياً معها كما تناول في أحدث كتاب له نشرته صحيفة الشارع مؤخراً على حلقات بعنوان " عبور المضيق" - في نقد أولي للتجربة- تناول الكثير من محاولات الانقلاب على الحوار الوطني ومخرجاته باستخدام أدوات النظام القديم وفي مقدمتها تكديس السلاح واستخدام المال وترغيب وترهيب المنتقدين والتخطيط والتنفيذ لإعادة البلاد إلى المربع الأول "العنف" لتجاوز المبادرة والتسوية والحوار الوطني ومخرجاته وإدخال البلاد من جديد في سديم المجهول .