يقر ويعترف الزميل العزيز فكري قاسم في عموده - هدرة - بأخيرة الثورة الجمعة2 مايو بأن روح المرحوم هائل سعيد أنعم تعيد إلى تعز البائسة روحها الثقافية، إذ يصبح مهرجان السعيد السنوي أشبه بموسم حج إلى مزار عاصمة الثقافة اليمنية.
إلى حد هنا اتفق مع فكري بدون كلمته البائسة وعبارة - ماعدفيش غير - التي أوردها قبل روح المرحوم أما إقرار وشهادة فكري قاسم بأن جائزة المرحوم هائل سعيد أنعم أهم جائزة ثقافية في بلد باتت الثقافة فيه مجرد هدار فإنه كلام - وقيص - كما قيل ولست معنياً بقائله وإن أوردته هنا ولست مع فكري بدعوته لرفع قيمة الجائزة المالية فهو هنا حوّلها إلى سلعة والقيمة المادية رمزية ليس إلا.
كنت ولا زلت من المطالبين بتعدد مجالات الجائزة وهذا العام تم إضافة مجالين - أفضل مدرسة و الطفل الموهوب - و أتمنى على مجلس أمناء الجائزة أن يضيف مجال الإعلام والفنون التشكيلية والمسرح.
والجائزة تتطور يا فكري ولم تولد طفلاً معاقاً ويكبر معاقاً، فمهرجان السعيد الثقافي متنوع الفعاليات - معرض كتاب وندوات أدبية وصباحيات وأمسيات شعرية - وهذا العام تألقت المهندسة نادية الكوكباني في روايتها صنعائي والروائي الغربي عمران أيضاً تألق وتألق شعراء شباب كُثر والروعة كانت في الإطلالة الفريدة من خلال معرض صور فوتوغرافية توثق تاريخ المدينة وتطورها عبر العقود الماضية وتعز نضيرة ودوحة ثقافة وفن وفكر وليست بائسة.
يا حبيبنا فكري لم يكن كل شيء تمام التمام وسيجافي الحقيقة من يقول إنه لم تحدث نواقص، فالحشد كبير وكما وصفت أنت بأنه موسم حج ولكن يتطلب العقل والمنطق والروح الرياضية أن يعمل الواحد منا سبعين عذراً.
ومهرجان السعيد الثقافي عندما وصفه محافظ المحافظة شوقي هائل بأنه أضحى واحداً من المعالم الثقافية والعلمية في اليمن كان محقاً وهو أيضاً إحدى سمات تعز.
فتعز عاصمة الثقافة اليمنية الأبدية وقريباً ستكون عاصمة الثقافة العربية وتعز كل ما قاله شوقي وأكثر - تعز الحب والجمال.. عاصمة الثقافة اليمنية.. عاصمة إقليم الجند.. المدنية والسلام.. العلم والثقافة والمعرفة والأدب والإبداع.. والتنمية والبناء.. والثورة والوحدة.. والتغيير والبناء والحداثة.. وقبلة اليمن الميمون ومهوى أفئدة أبنائه وليست البائسة يا فكري.
وبعد أقل من عشرين يوماً ستكون تعز على خارطة - تيدكس- العالمية كحدث شبابي عالمي متنوع الأنشطة والفعاليات الهادفة إلى إشعال جذوة الإبداع في المجتمع ولدى شبابه المستنير وليست البائسة يا فكري.
يقلقني كما يقلق الكثير حجب جائزة المرحوم هائل سعيد أنعم طيّب الله ثراه سنوياً في بعض المجالات لعدم حيازة بعض البحوث والدراسات في مجالات الجائزة على الشروط وهذا يُحسب للجائزة وليس ضدها.
وأخيراً: أتمنى على مجلس أمناء الجائزة أن يولي النشر الورقي والإلكتروني عبر طباعة الكتاب الشعبي الرخيص وتأسيس موقع إليكتروني للكتاب ليكون في متناول عدد كبير من القراء وخاصة ما يتعلق بالثقافة والتاريخ والسياحة وكنوز تعز المغمورة والدراسات الأثرية غير المنشورة ويمكن أن توقع مؤسسة السعيد اتفاقية شراكة مع مؤسسة الجمهورية للصحافة التي لديها إمكانيات طباعية رائعة وأتمنى أن تلقى الفكرة القبول.
