الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٢٣ مساءً

أحصنة طروادة

د. وليد العليمي
الاربعاء ، ٢٣ ابريل ٢٠١٤ الساعة ٠٨:٤٥ صباحاً
لم تكن أحصنة المؤتمر الشعبي العام ،هبة السماء ولا منحة إلاهية ،ولاعرض سلام ، بل كانت غضب السماء ،ومحنة قسرية تجرعناها أعواما مديدة ،وعرض حرب أكل الأخضر واليابس ،إن أحصنة المؤتمر هي سبب دمار اليمن ،وفسادها الذي ظهر في برها وبحرها ،إن الجاسوس الإغريقي " سينون" الذي أقنع أهل طروادة بأن الحصان الخشبي الذي يمكث بجوار بوابة مدينتهم ،هو هدية سلام ، وحل لمشاكل المدينة ،ونهاية للفتن والحروب ،وبوابة عبور الي مستقبل أفضل وواقع أجمل للطرواديين ،هو الطابور الخامس الذي هيئ لأحصنة المؤتمر الإنقضاض على كرسي الحكم ،تحت مسميات بالية وذرائع واهية ،إن الشعارات الفضفاضة والمبادئ السامية التي نادى بها المؤتمر ،كانت مجرد كلمات جوفاء للإستهلاك الإعلامي الداخلي والخارجي ،والتي لم تجد لها مكان على أرض الواقع المعاش ،إن حصان المؤتمر قدم نفسه للداخل والخارج على أنه الأنسب والأجدر لقيادة اليمن طيلة الفترة الماضية ،وإلا ستدخل سفينة الوطن في عواصف عاتية وأمواج هائجة ،والتي يصنعها الأن أحصنة المؤتمروبخطى حثيثة على يد الجاسوس الإغريقي "سيون" ،إن صعود حصان المؤتمرالي سدة الحكم كان يعتمد على التزوير المباشر وغير المباشر للعملية الإنتخابية ،إن أحصنة المؤتمر يقولون مالا يفعلون وكبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ،كان الحصان الطروادي الأكبر"المخلوع على صالح"ينادي ليل نهار (لا للطائفية ،لا للمناطقية ، لا للقروية) وهوعلى أرض الواقع يكرس الطائفية والمناطقية والقروية ليل نهار،فلقد أستحوذ في عهده أهل طائفته ومنطقته وقريته على الوظائف العليا للدولة العسكرية والأمنية والمدنية، أعلن المؤتمر في برنامجه الرئاسي عن توليد الطاقة عن طريق الوقود النووي ، ولم نجد إلا الشمع لربما كان هذا الشمع النووي الذي يعنيه ،وأعلن المؤتمر في برنامجه الرئاسي عن التدوير الوظيفي للوظائف العليا ،ولم ينفذ على أرض الواقع إلا التدويم الوظيفي ،فكان الموظف في عهده من درجة مدير عام الي درجة وزير يبقى في منصبه الي أن يقيله الموت ،بل الأدهى من ذلك كان مشروع التوريث الذي يطل برأسه في هذه المناصب وكان تمهيدا لتنصيب ولي العهد الملكي ،حزب المؤتمرفي أدبياته يدعوا الي وحدة الصف ونبذ الفرقة وتظافرقوى المجتمع من أجل الإصطفاف صفا واحد لبناء الوطن ،ولاكن فعليا على أرض الواقع يتصرف مع قوى المجتمع الفاعلة على مبدأ "فرق تسد"،إن سياسة المؤتمر الحالية وعقب خروجه من السلطة جزئيا قائمة على مبدأ"وطن لانحكمه لايهمنا"،(وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ ۚ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا)الإسراء64، صدق الحق العزيزالجبار ،وما خيول المؤتمر إلاخيول الشيطان ،التي إعتادت على إستفزازوعرقلة قافلة التغيير السائرة برعاية الله ونوره الذي لايخبو،تحرسها عين الله التي لاتنام ،لم يقدم شعب اليمن الحر على خطف "هيلين" ملكة أسبرطة حتى يتسلط عليه أحصنة المؤتمر ويقوموا بتدميره بهذا الشكل المتنامي والمدروس خاصة عقب ثورة 11فبراير الظافرة ، أن ما نقوم به الان من تحذير الناس من مغبة إختيار المؤتمر في الإنتخابات القادمة هونفس الدور الذي قامت به الأميرة كاساندرا عندما تنبأت بدمار طروادة ،وتروي الأسطورة أن الأميرة كاساندرا كانت تتنبأبالمستقبل ،وقبل ولادة الاميربارس تنبأت بأن المولود الجديد سيكون سبب دمار طروادة، فأمر الملك بقتل المولود بعد ولادته ولاكن الحاجب الذي أمر بقتل الأمير الصغير تركه في العراء وذهب ،أقدم هذا الامير بعد ذلك على خطف "هيلين"ملكة أسبرطة وتسبب في نشوب الحرب ودمار طروادة ،هل سيستوعب الشعب اليمني الدرس جيدا هذه المرة ،أم سينخدع وسيفتح الباب لأحصنة طروادة ليستكملوا مسلسل التدميرللوطن والذي بدأوه منذ أمدا بعيدا،خاصة ونحن على أبواب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية