هل يصلح الدهر ما افسده العطار
الشرجبي معتصم
الجمعة , 28 أكتوبر 2011
الساعة 04:30
مساء
تعالت الصيحات واختلفت بألوانها العمامات أحلال ما تدعون إليه أم أنكم ستخوضون في المحرمات , ثورتكم على الطريقة الإسلامية , شافعية هي أم حنبلية , هتافكم هل وافق مذهب الهاوية , إن كان أمر بمعروف أو نهي عن منكر فراعوا الأولوية , وإن كان خروجاً على الحكام تباً لكم خالفتم القدسية , وإن لم يكن هذا ولا ذاك فأنتم مفسدون في الأرض, أين ستذهبون من رب البرية ,, حتى وان أكل الجوع أكبادكم لا تصرخوا لا تنكروا , اصبروا واحتسبوا إن ربي أعد للصابرين جنان سرمدية , هكذا قال سفيان , وبن حبان , وقبلة شيخ الإسلام ابن تيمية , وتلميذه ابن القيم الجوزيه ,تغفر الله هل قال ربي أن نكون لهم مطية , ما سمعتم قول علي _كرم الله وجهه _ \" الفقر كفر \" ولو كان الفقر رجلاً لأذقته كاس المنية , ومن قبله قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) \" سيد الشهداء حمزة ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه ، فقتله\" حسبكم كيف غطت على عمائمكم حتى أصبحت عن الحق غبية , فشق الدرس الثاني إلى عقول الناس طريقه , إن شرائع الله عز وجل, ليست لطموحات الشعوب وأحلامهم معيقة , الدين نهج والتشريع دولة, وكفاكم لا تلبسوا الحق بالباطل , لا تسلبوا الدين بريقه .
تزايدت الكاميرات وعلى أبواب المتخمين بدماء أبنائنا ولحومهم تزاحمت القنوات فأتت أهازيج أصحاب الذوات وامتلأت صنعاء بالصوالين والحبات , ومؤيدين باعوا ضمائرهم بحق القات , لشرعية الجلادين والسفاحين مع الطغاة , يرفعون اللافتات , وبكل عجرفة يتغنون بالانتخابات , يحملون صر الزعيم تسبقها الهراوات , صدقوا كذبتهم واستباحوا الحرمات, وبداعي الحرص قتلوا الشباب ,لحفظ المنجزات , ويا لها من منجزات , حسبهم ربي يقتلون ويسفكون وينهبون , يتبجحون بشرعية الزعامات , ستلعنهم كل آهاتنا وكل الأمهات .
انسوا بأن الحق كل الحق بشرعية الثورات , وأن دستورنا قال أن الشعب مصدر كل السلطات ,سيحمل وزرهم كبيرهم و ستلهج القلوب بالدعوات , فيا رب افتح لها أبواب السماوات , حسبنا أنت ,إذا زاد فينا بطش الطغاة .
عندها أتت جمعة الإنذار – جمعة الكرامة- ونفض الشعب عن دستوره الغبار , دستورنا لا يقبل حاكم سفاح, يقتل شعبه في وضح النهار قتل الشباب ولم يعذر بلاطجته حتى الصغار , رباه اجعل لنا مخرجا , أنت خير من تختار.
أضاء الدرس الثالث ساحات الحرية والتغيير , لن يسلبنا قتلك حق التعبير ,سنضل نهتف \" سلمية \" حتى وإن أعلنت في بلاطجتك النفير ,إن دستورنا دستور حياة , ودستورك قتل وزعير , فليحيى دستور الشعب , وليمت كل دستور حقير.
اهتز الجيش بأركانه , وتساقطت من أيدي السفاح بنانه , صوت القتل أعمى أعوانه , رغم ذلك وبدم بارد قام يتلو بيانه , يهدد الشعب بالجيش يحسب أن سيقتل الشعب , سيسفك دم أبنائه وإخوانه , في سبيل ماذا ؟؟؟! في سبيل مجد أسرة شربوا دماء الشعب وابتلعوا خيراته وجنانه ..كلا, نحن من روح ودم , لسنا أداة للندم , لن نستجيب للعدم ,
ومن هنا جاء الدرس الرابع , الجيش جيش الشعب والوطن , لن يكون مطية لذوي المطامع والفتن .
انتشرت الشائعات , وكثر أصحاب القبعات بداعي الحرص يخلقون الفرقان , قاعدة وحوثي وحراك وأحزاب – المشترك - , كيف التقت بالأمس كانوا يتصارعون في الأروقة والطرقات, لم يجتمعوا إلا لتقسيم البلاد , من أجل هذا يخلقون الأزمات , أين الشباب أين الذين قدموا دمائهم , هل سلموا الأمر لأصحاب المطامع , ورضوا هم بالفتات , كيف تسرق الأحزاب ثورتهم , هم من بدءوها هم من يبذلون التضحيات , لست هنا لأحصر تلك الترهات , وبصوت واحد نقول لهم جمَعتنا المظلمات , جمَعنا إنقاذ البلاد من أيادي الجبابرة الطغاة.
وازدانت ملامح الدرس الخامس في أجمل صورة , وقد تلاحمت كل الأيادي والتقت كل الرؤى حب الوطن يجمعنا والوطن فوق كل الخلافات.,
دروس ودروس ولا تزال الدروس تترى , وكلها تصب في خانة هذا الوطن وفي رصيد هذا الشعب العظيم , الذي يزيد حبه وتمسكه بوطنه يوماً بعد يوم , ولعلي هنا لا أجد إلا أن أقول شكراً لله صاحب الفضل أولاً , ثم شكراً للدهر الذي علمنا الكثير والكثير .
وقبل أن اختم مقالي هذا أجد لزاماً علي أن كما بينت ماذا أعني بالدهر , أن أوضح ماذا اعني بالعطار , ليكتمل المثل ويستقيم المعنى , فعطارنا هنا هم قادة أحزاب اللقاء المشترك وكل تلك الشخصيات , العسكرية والقبلية , الذين لا أنقصهم حقاً إذا قلت لهم جزاكم الله خيرا , كنتم لنا عونا وسندا في ثورتنا ثورة الشعب كل الشعب .
استجبتم للمبادرة الخليجية التي كانت ستسلبنا ثورتنا وتحولها إلى أزمة , بداعي الحرص وحقن الدماء , وكسب تأييد الخارج , فكانت إرادة الله وحسمت كل شيء , واليوم نراكم تركضون وفي كل اتجاه تستلهمون قبول الخارج بثورتكم للخروج من عنق الزجاجة , وجميعنا يدرك النتيجة , ويبقى الفرق ,حجم المعاناة التي يتكبدها هذا الشعب يوم بعد يوم وهو ينتظر الحسم ويستجدي النصر الذي بات يشاهده أمام أعينهم , تقف أمامه مساعيكم السياسية التي ما زادت الطين إلا بله ,وما أحدثت في الوضع إلا احتقان , ولكن نعود من حيث كانت البداية , ونقول هل ستستجيب الأحزاب لدروس الدهر وستتعامل مع الأمور على ضوء ذلك , وهل سيكون بمقدور هذا الشعب العظيم أن يتحمل أكثر , وهل سيصلح الدهر ما أفسده العطار
اخترنا لكم
آخر تحديث
السبت,23 نوفمبر 2024
الساعة 02:36
مساء
# | اسم العملة | بيع | شراء |
---|---|---|---|
دولار أمريكي | 2074.00 | 2061.50 | |
ريال سعودي | 542.00 | 540.00 |