السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٥٦ صباحاً

ورود وجراح

عامر السعيدي
الاربعاء ، ٢٦ اكتوبر ٢٠١١ الساعة ٠٩:٥٩ مساءً
غادرت بستان الصبا في قريتي --- وعصيت أشواقي هجرت أحبتي

وأتيت ياصنعاء أركض حافيا --- لأقيم في قلب الكرامة خيمتي

وهنا هنا أبدا سأبقى مؤمنا --- بجمال أحلامي وعدل قضيتي

لما رأيت القلب ينزف با سما --- وجراح أصحابي تغازل مهجتي

سارعت نحو الموت أروى نبعه --- حبا ليحيى الشعب فوق القمة

عفوا أبي والعذر ياأمي إذا --- خالفت يوما واستجبت لرغبتي

أنا لست أغلى من شباب قدموا --- أرواحهم قبلي لتسعد أمتي

والآن ماذا؟! سوف أروي للورى --- للكون للدنيا حقيقة قصتي

إني أنا يمن الشموخ شبابه--- أبنائه وبناته هم قوتي

وأنا أنا التأريخ كل فصوله --- رسمت على وجه الزمان بريشتي

وأنا العروبة أصلها وفروعها --- المجد إبني والكرامة إبنتي

أنا ثائر حر يماني الهوى --- الأرض تصغي والسماء لصرختي

قد كنت تحت الصمت أرقد عاريا --- من عزتي منقيمتي من روعتي

ولقد أفقت اليوم فجرا مشرقا --- لا ينحني لليل—يصنع فرحتي

فجرا من الأحلام ننسجه هنا --- في ساحة التغيير والحرية

من بين أوجاع الجراح حياتنا --- ولدت لتزرع في دمائي جنتي

ولقد خرجت الصبح أحمل وردة--- بيد وفي الأخرى ترفرف رايتي

فاستهدف الطاغوت رغم سلامنا --- برصاصه قلبي وأحرق وردتي

والعالم الملعون ينظر ضاحكا --- وكأنما يحيى بموت أحبتي

وجزيرة العرب الحزينة مثلنا --- عبثا تحاول أن تغطي نجمتي

لكنها ستضيء رغم جراحنا --- ستقبل الدنيا يدي سلميتي

حريتي دمعي دمي مستقبلي --- ودمي مع دمعي يشكل ثورتي