الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٠١ مساءً

الخوف وأشياء أخرى في محاضرة الرئيس هادي

علي محمد الذهب
الخميس ، ٢٠ فبراير ٢٠١٤ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
تابعت الجزء المذاع من كلمة(محاضرة) الأخ رئيس الجمهورية أثناء لقائه بضباط قوات الاحتياط الاستراتيجي(بعض وحدات الحرس الجمهوري سابقا) يوم أمس، وقرأت في خطابه وفي لغته البسيطة، معاني الحكمة والحنكة القيادية والعسكرية والثقافة والورع والبساطة، لكن من حوله -كما يبدو- لن يدعونا نفهمه فهما حقيقيا، أو أن يستمر، هو، ليتاح له أن يُفهِمنا ما يطمح إليه كحاكم تقوده نواياه الحسنة المخلصة تجاه وطن عليل.

الكثيرون يتوجسون منه ومن مخرجات مؤتمر حوار 565 ويركزون على محور واحد من محاور ذلك المؤتمر، وهو "بناء الدولة" المتضمن شكلها وتبني خيار الأقاليم في إدارتها، كمخرج وسطٍ بين دعاة الانفصال ودعاة الوحدة الاندماجية، ثم يضربون ما سوى ذلك من المحاور الأخرى عرض الحائط!
لقد قرأت الكثير من متضمنات تلك الوثيقة، ومازجت بين ما ورد في محاضرته تلك وبين ما جاء في الوثيقة من طموحات لبناء دولة؛ فتبين لي أن الرجل يريد بناء اليمن بناء جديدا لم نألفه من قبل، وبعقلية أخرى متحررة من إسار الماضي وتراكماته، لا بعقلية سلفه الذي حكمها لثلاثة عقود، أو بعقلية بعضٍ ممن هم إلى جواره اليوم -أعنى: هادي- ولذلك، فالرجل سيلاقي الكثير من العقبات الكأداء التي سترهقه، هذا إن لم تكن المواجهة المسلح واردة في حسبان خصومه.

في حديثه للضباط عن الخوف وأنواعه، قال: "الخوف ثلاثة أنواع، خوف الدماغ، وخوف القلب، وخوف الأقدام(الرُّكب)" وأنا -هنا- لن أزيد على ما اقتبسته من كلامه لا سيما وقد فصل ذلك تفصيلا رائعا وموجزا، لكني فهمت أنه قد نجح في إرسال رسائل لاذعة إلى من يلمزون به داخل تلك القاعة أو خارجها، في أنه يعرفهم جميعا من خلال ذلك التصنيف، ويعلم من يسكنه الخوف؟ ومن أي نوع؟ نعم، إنه يعرفهم واحدا واحدا، لكني- أيضا- لا أخفيكم أنني ازددت خشية عليه منهم وهم يتصنعون الابتسام في وجهه، لأنهم- في الحقيقة- إنما يشحذون المُدى للفتك به، وبعدها سنجدهم، بكل وقاحة، يحملون قميصه على الأكف يطالبون القصاص من غادريه.. لا قدر الله ذلك!

الكارثة المرعبة، أننا سنكون أغبياء إن تركناهم وما يشاءون، والأغبى أن نصدقهم إن هم تمكنوا من ذلك بجحافل من الأغبياء الذين يساقون أمامهم كأضاحي العيد!