الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠١:١٩ مساءً

ثم ماذا بعد

صالح احمد كعوات
السبت ، ٠١ فبراير ٢٠١٤ الساعة ٠٧:٤٠ مساءً
كانت الفرحة غامرة والسعادة لا توصف حين صعد الرئيس منصة قاعة الاحتفال صبيحة 25من يناير،رغم أنها كانت مشوبة بتخوف من أن يمارس البعض عادة التخريب والتعطيل ولكن مرت بسلام والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

دخل اليمن إلى بوابة الإنطلاق نحو العمل الميداني بعد مشوار ما يقرب من عام على طريق صناعة المبادئ والمحددات،وأصبحت العقبات أكبر من التي كانت رغم المهام الجسيمة التي قام بها أعضاء مؤتمر الحوار بنجاح.

أمامنا كيمنيين تحديات ومخاطر وإن أهم ما يمكن أن نتوقعه ثلاثة أمور:
مدى استجابة عناصر الشر والبغي ورضوخها للسلم ودخولها في طاعة الدولة طوعا لا كرها وتجنيب اليمن البقاء رهن المماحكة والشد والجذب والمساومة والمقايضة وتمديد فترة الوصاية الدولية،وهذا أمر في غاية الأهمية إذ كيف للأمن أن يستتب واللجان الميدانية أن تمارس عملها في ظل وجود بؤر الصراع في أكثر من مكان في الجوف وأرحب وسفيان والعصيمات إضافة إلى صعده.

ثم إن عامل الوقت مهم للغاية وهو ثاني المخاطر حيث سيكون رهان قوى الشر على التمديد والمماطلة ليظل لها نصيب من المكاسب على حساب مصالح الشعب العليا. وفي نفس الوقت محاولة إظهار مؤتمر الحوار كمشكلة وعائق وليس حلا ومخرجا ينتظره اليمنيون.

وثالث المخاطر هو نجاح صياغة الدستور بدءا من اختيار اللجنة المكلفة بإعداده وهل ستكون لجنة ذات كفاءة أم أنها ستخضع للتقاسم بعيدا عن المهنية؟
إن صياغة الدستور ذلك العقد الاجتماعي الذي يريده اليمنيون ليحفظ حقوقهم وكرامتهم وينظم شئون حياتهم هو الضامن لان يكون اليمنيين على السواء لا غالب ولا مغلوب وليست التسويات السياسية والإرضاء التي كان يتعامل بها الرئيس خلال الفترة ما قبل نجاح الحوار، فهل سيخرج اليمن من هذه البؤر أم انه سيظل حبيس المؤامرات والمماحكة السياسية ورهن المكاسب والحسابات الحزبية؟

وخلال هذه الفترة ثمة أسئلة مهمة تبحث عن إجابة:
هل ستؤمن المليشيات المسلحة بوجود الدولة وبسط نفوذها على كل الجمهورية اليمنية الاتحادية؟
هل ستسلم السلاح وتكف عن الإقصاء والاعتداء والتهجير والتهميش؟
هل سيكون للأمن دور فعال في توقيف عجلة العبث والتخريب والتقطع لمصالح الشعب؟
هل سينجح الرئيس في إعلان الجهات التي ساهمت وبفاعلية وإخلاص أمام الشعب اليمني إن لم يستطع إظهار وتسمية قوى الشر حتى يعرف الشعب صديقه من عدوه؟