الثلاثاء ، ٢٣ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٠٣ مساءً

سقط القناع ...وظهرت حقيقة أدعياء المدنية

صالح احمد كعوات
الجمعة ، ١٢ ابريل ٢٠١٣ الساعة ٠٦:٠٥ مساءً

حين خرجت الملايين في الثورة السلمية المباركة كانت تشكل كل أطياف الشعب اليمني شمالا وجنوبا وشرقا وغربا، من المدن والقرى والأرياف والبوادي من القبائل والحضر، خرجوا جميعا بكل سلمية ورقي مثّلوا النموذج الرائع لليمن أمام العالم، أثبتوا بأنه ورغم وجود أكثر من ستين مليون قطعة سلاح إلا أنهم عازمون على الخروج والمرابطة في الساحات بصدور عارية وانتزاع حقوقهم بالسلم بعيدا عن الاقتتال والدم، واجهوا آلة القمع والوحشية ورفضوا الانجرار خلف العنف رغم محاولة جرهم إليه في أكثر من موقف حرصا منهم على نجاح الثورة ولقد كان أبناء القبائل يمثّلون نسبة كبيرة من هؤلاء الثوار.
هذا موقف يبرهن التحوّل الكبير الذي شهده اليمن وأبناء القبائل بشكل خاص، ولكن المشهد الذي جرا في مؤتمر الحوار بين الأستاذ عبد الوهاب الانسي والشيخ عبد الله صعتر والشيخ صادق الأحمر مع أمل الباشا كان يمثل صورة تعكس حقيقة فريقين، بعيداً عن زيف الادِّعاء والخطاب، وحتى تقترب المسألة سأختصر لك أخي القارئ الكريم المشهد ليكن بين الشيخ صادق الأحمر وأمل الباشا،الشيخ صادق رأس القبيلة وزعيمها، أمل الباشا من أدعياء المدنية، لقد كانت أمل الباشا مستفزة إلى حد كبير تتكلم بحمق وهجوم بطريقة غير منطقية تحاول إحراج الآخر واستغفاله ولي ذراعه، وفي المقابل كان الشيخ صادق هادئا ومنطقيا ويتكلم بوعي وإدراك لما يقول،(عليكم الرجوع إلى المقطع لتركزوا على جانب الطرح والأسلوب، وحتى حركات الجسم).
أمل الباشا ورفاقها أزعجونا بالمدنية الحديثة والرأي والرأي الآخر وقبول وجهات النظر، يدّعون الانتماء لمعسكر الحضارة والحداثة، ولكن سقط القناع ورسبت الآنسة أمل في الامتحان في الأول ابتدائي، فهل انتم أيها الحداثيون تخاطبون غيركم بهذه الغلظة والصلف والعنجهية والحدة؟ هل هذا هو سلوككم؟
إليكم أدعياء المدنية لقد أثبتم فشلكم في ميدان العمل والممارسة ورسبتم في امتحان مادة مخالطة الآخرين والتعامل مع الغير، وثبت بالتجربة والبرهان أنكم لا تصلحون إلا مهرجين في القنوات ووسائل الإعلام، ومنظرين للوهم والخرافة والفوضى، ثبت أنكم لا تحملون من مشروع الحضارة والمدنية إلا اسمه، بالله عليكم هل المدنية هي تطويل اللسان والتهجم على الآخرين وعدم احترام الآخر وهل هي ورفض التوافق؟
لقد كان الإسلاميين ورجال القبائل أكثر حضارة وحكمة وروية ومروءة، لقد كانوا يحملون معاني المدنية وأخلاق الإسلام، وقيم وأصول القبيلة بكل حق وحقيقة.
لقد سقط أمثالكم في مصر حين جاءت الديمقراطية بغيرهم وكانت النتائج لغير صالحهم حوّلوا مصر إلى فوضى أحرقوا المؤسسات، وقطعوا الشوارع، وعطّلوا المصالح، فهل هذه هي المدنية إن كانت كما أنتم فتبا لها وسحقا.