الانتصار المزعوم
ماجد حسين سراج
الثلاثاء , 14 يناير 2014
الساعة 03:45
مساء
وبالنظر إلى هذه الاتفاقية من زاوية أخرى، نجد أنها تحوي من الفخاخ أكثر مما تحويه من مساعي الحل الجاد والدائم, بل وتؤسس لمشكلات مستقبلية أعمق وأكثر امتداداً قد تطال الأرض والإنسان، خصوصاً إذا ما أخذنا جانب التدخل والدعم الإقليمي في الحسبان، فالاتفاق يسمح للسلفيين بالانتقال إلى محافظة الحديدة, وإنشاء مراكز جديدة لهم في بيئة رخوة تسمح بتغلغل آراءهم وأفكارهم بسهولة ويسر نتيجة لمحدودية تعليم أبناء المنطقة وامتيازهم بالعاطفة واللين في الطباع، بالإضافة إلى أن تحديد المنطقة بالاسم يعطيهم الشرعية الرسمية لتواجدهم فيها بحيث لا يمكن لأحد إرغامهم على مغادرتها مستقبلاً.
كما أن عدم تضمين الاتفاقية لآلية واضحة فيما يتعلق بإقامة حاملي الجنسيات الأخرى، يحفزهم على الالتحاق بالمقار الجديدة, ويزيد من أعدادهم في ظل تقاعس وزارة الداخلية ممثلة في مصلحة الهجرة والجوازات عن القيام بمهامها، الأمر الذي يمثل تهديداً لأمن البلد خصوصاً بعد أن أوردت الإحصاءات الرسمية أن من بين قتلى الاشتباكات الأخيرة أكثر من سبعين عنصراً من جنسيات مختلفة، فيما يتم الاستبقاء على دار الحديث في دماج, وضمان عدم مساس أنصار الله بمن تبقى فيها, وضمان الدولة لاستمراريتها, وهو ما يبقي الروح الانتقامية ويغذي الأحقاد والضغائن، وفى المقابل كشفت الاتفاقية عن استمرارية الدولة في انتهاج الحلول الآنية والترقيعية التي انتهجتها خلال الفترات السابقة وعدم تمكنها من تقديم الحلول الجذرية الكفيلة بالتخفيف من أزمات البلد، كما كشفت عن محدودية رؤية الحوثيين وتركيزهم على مصالحهم الفئوية الضيقة.
كنت أتمنى أن تكفل الاتفاقية حق التعايش السلمي بين الجميع وأن تكون نواة للقضاء على كل محفزات الصراع الطائفي والمناطقي وأن تعمل على احتواء الخلافات المذهبية التي تعززها قوى إقليمية نعلمها جميعاً ونعلم توجهاتها الرامية إلي إغراق البلد في أتون صراعات دائمة سيكون الخاسر الأكبر فيها هو اليمن.
اخترنا لكم
آخر تحديث
الثلاثاء,01 يوليو 2025
الساعة 12:01
صباحا
# | اسم العملة | شراء |
---|---|---|
|
دولار أمريكي | 2725.00 |
|
ريال سعودي | 716.00 |
