الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٥٠ مساءً

الدكتورياسين: لنَتَخلِ عن القيادة للشباب

عارف الدوش
الاربعاء ، ١٨ ديسمبر ٢٠١٣ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
ٍفي رده على سؤال صحفي يتكرر عن ترشيحه لتشكيل حكومة جديدة مازال يكرر باستمرار بأن موقفه واضح ومعلن فيما يتعلق بنفسه سواء في الدولة والحكومة والحزب الاشتراكي اليمني فهو يكرر انه مع موقف تخلي كل من كان له موقع رسمي سابقاً عن ان يكون له موقع جديد وإنما على الجميع ان يتركوا القيادة الجديدة للمناصب من جيل الشباب القادر على تولي المسئولية


هذا موقف مسئول زاهد عن السلطة وقرفها ومنهم من سيقول إنه موقف هروبي لكن الدكتور ياسين ليس بالرجل الهروبي وإلا ما كنا رأيناه يعمل ليل نهار ويتلقي الضربات المتتالية وهو صامد في المحافظة على سفينة مؤتمر الحوار الوطني وهي تبحر في بحر متلاطم الأمواج بل في عباب الموج تتفجر الغاماً تكاد تغرق سفينة الحوار بمن فيها .


ألا أقول لكم إن الدكتور ياسين سعيد نعمان اصبح يرى ان مهمته الرئيسة الخروج من مؤتمر الحوار بوطن يمني جديد غير ذلك الوطن الذي ثارت على قياداته الجماهير الشعبية في ثورة شبابية شعبية سلمية قدمت الدماء والتضحيات ويرى الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني د. ياسين سعيد نعمان ان اللحظة فارقة وتستحق التضحية من اجل يمن جديد.


ولهذا نراه لمرتين متتاليتين يتعرض لمحاولات اغتيال فاشلة ولا حتى يتحدث عنها لولا بعض المحبين وخاصة في الثانية وكأنه يقول روحي ورأسي فداء للوطن وهناك من يتعرضون لأبسط التهديدات فيقلبون الدنيا ويريدون ان يخلقوا من أنفسهم زعامات بينما الزعماء الحقيقيون يتعرضون لعمليات اغتيال حقيقية ولا يتكلمون وهنا الفرق بين الزعماء وبين من يبحثون عن زعامات مع عدم اعتراضنا على من يتعرض حتى لأبسط تهديد ان يبلغ ويرفع صوته ويطالب بالكشف عن الفاعل ويقلب الدنيا فهو مقدمة لاغتيال ومن حقه علينا ان نتضامن معه فقط انا اقارن بين من يضع رأسه بين يديه من اجل الوطن وبين من يخاف على رأسه يبحث عن الحياة.


لا يختلف خصوم د. ياسين سعيد نعمان عن محبيه في الحديث عنه كزعيم سياسي محبوب يرى الجميع فيه انه السياسي المناسب ليس لهذه المرحلة وإنما لأي مرحلة يوضع فيها ومازال الناس يتذكرون حتى اليوم أول برلمان دولة الوحدة التي اطيح بها في حرب 94م المشؤومة ومازال الجميع يتذكر عندما وصلت العملية السياسية اليمنية الى مرحلة ذروة الإحتقان قبيل حرب صيف 94م واختلفت القيادات حول النقاط الـ ( 19) فقال حكمته المشهورة يومها لنبدأ من السطر الثاني بدلاً من الأول فاليمن والوحدة أهم من ترتيب النقاط الأولى والثانية والثالثة لكن يبدو ان من سخنوا الدبابات وجهزوا الصواريخ كانوا غير قابلين لا بنقاط ولا بكلام السياسة فهم يومها فهموا السياسة انها القوة والانتصار فقط ونسوا ان المنتصر مهزوم وهو ما وصلنا.


وجدت نفسي اكتب عن د. ياسين بعد سماعي له في مقابلة مع قناة الميادين والمذيع التلفزيوني يلح عليه بذكر اسماء وجهات سياسية سواء تلك التي تقف وراء محاولات اغتياله الفاشلة الأولى والثانية أو وراء محاولات الاغتيالات للقادة العسكريين والأمنيين واقلاق البلاد والعباد او وراء الجريمة البشعة التي هزت وجدان كل اليمنيين جريمة اقتحام مجمع وزارة الدفاع والتي راح ضحيتها ابرياء فتراه يهرب من الحديث عن الذات الخاص الى العام يغلب العام على الشخصي ويتحدث عن ان هناك قوى لا تريد التغيير هي من تقف وراء كل ذلك حاول معه المذيع مرات فأشار د. ياسين أنه ابلغ الداخلية والأجهزة الأمنية واكتفى بذلك وانه لا يدري ماهي النتائج ولكنه عتب على اخفاء الحقائق وضياع التحقيقات وتسجيل جرائم الاغتيالات ومحاولاتها الفاشلة ضد مجهول.


يعلم د. ياسين سعيد نعمان انه يقف امام مسئولين وزعماء كثر حتى ممن ثارت ضدهم الجماهير لا يريدون التخلي عن السلطة وكراسي الحكم بل هناك من خلعوا خلعاً ومازالوا يحلمون بالعودة وإن لم يكن هم يسعون ويبذلون جهوداً جبارة من اجل تنصيب أولادهم والمقربين منهم الأمر لا يقتصر على صالح بل يشترك فيه كثيرون في مختلف مفاصل الدولة والحكومة بما في ذلك الثوريون من هتفوا في الساحات ضد التوريث.


ياااا دكتور ياسين تحويل الحكم والدولة والحكومة الى مؤسسات والتخلص من الفردية يحتاج نضالاً بلا هوادة ويحتاج الى قادة وزعماء امثالكم ايها القائد المثقف المحبوب من مختلف فئات الشعب ومن مختلف النخب المختلفة المتصارعة ونعلم علم اليقين انك تقف موقف الزاهد من السلطة ومناصبها وصولجانها فأنت ممن ينظرون الى مواقع السلطة بمدى الإنجاز وتحقيق آمأل الناس.


لقد وضعت ايها القائد الوطني في مواقف نقد شرسة من قبل البعض وهي بصراحة ليست نقداً موضوعياً وانما استهدافاً لمجرد الاستهداف وكأن الحياة كلها “ سمن على عسل” وما بقى غير الدكتور ياسين يحتاج الى نقد لإصلاح بعض اخطائه أو من يراها من الناقدين انها أخطاء دون معرفة ظروفها المحيطة وملابساتها ولن ادخل في جدل حول مواضيع النقد او الاستهداف فمن قام بها ليسوا اعداء بل اصدقاء وزملاء يرون انهم على حق وهذا حقهم لا نصادره عليهم .


لست ممن يقدس الأفراد والأشخاص أو يتقرب منهم لمصلحة شخصية أو يهاجمهم وينتقدهم للاتكاء على تاريخهم ومجدهم للبحث عن فرصة ظهور وشهرة ما فنقول لمن ينتقد ويحاول التجريح والتصغير إن الدكتور ياسين سعيد نعمان انسان له إيجابيات وسلبيات لكن هناك اجماع حتى من اشد خصومه ان ايجابيات الرجل أكثر من سلبياته ومن يصر على ممارسة ما يراه نقداً فقط باعتبار ان الإيجابيات تتحدث عن نفسها يضع نفسه في موضع الشك فيما يرمي إليه خاصة وان البلد تعج بالسلبيات والأخطاء.


ولست ايضاً ممن يصادر حقوق احد فيما يذهب إليه من نقد سواء للدكتور ياسين سعيد نعمان او غيره ولكن على من يريد اصلاح الناس ونقدهم باعتبارهم اختاروا الحياة العامة ان ينتقد تلك الحياة عامة كلها لا يركز على من يعملون ويبذلون جهوداً من اجل خروج الوطن من عنق الزجاجة مع اعطاء من ينقدون الحق في ممارسة النقد ولكن اختيار الوسائل والأساليب دون التجريح ومحاولة النيل لآنه بدون النقد لن تصلح الأخطاء ولن تبنى دولة ولن نتقدم فالتفكير الناقد امر ضروري ولكن النقد وليس الكلام العام ومحاولات الاستهداف وخلق حالات احباط فمثل ذلك يخدم اعداء التغيير ويصب في برنامجهم التدميري لليمن .


والدكتور ياسين لا يحتاج للدفاع عنه فهو قادر للرد على كل من ينتقده وقد فعل ذلك ولكنه يترفع في كثير من الأحيان كون ان هناك قضايا أكبر يهتم بها باعتباره أحد ابرز الذين يتصدون للشأن العام متصدياً وهو ما يتحدث عنه الناقدون من ان الدكتور ياسين لو لم يكن شخصية عامة لما وجهنا إليه سهام نقدنا وهذا صحيح ولكن هناك فرق بين النقد وبين اختيار النقد فلم يبق إلا الدكتور ياسين وأمثاله وهم قله ينظر إليهم الشعب بتفاؤل فلا تحبطوا الشعب فالنتائج ستكون وخيمة لو احبطتم الشعب.


ما سبق هو رأي جاءت به اللحظة عقب سماعي الدكتور ياسين سعيد نعمان متحدثاً في مقابلة مساء الأحد لقناة الميادين فالرجل يحتاج الى دراسات وكتابات معمقة خاصة لمن اقترب منه وقد حصل لي الشرف ان اقتربت منه الى حد ما عندما كلف من لجنة التوفيق في مؤتمر الحوار الوطني بالنزول الى فريق الحكم الرشيد مع آخرين هم الأستاذ محمد قحطان ود. يحيى الشعيبي لحل اشكالية العزل السياسي التي كادت تفجر مؤتمر الحوار الوطني فوجدت الرجل يتجه نحو بناء وتحصين المستقبل بينما يتجه آخرون نحو الماضي واستجرار مآسيه.


وأخيراً: ليعذرني الدكتور ياسين سعيد نعمان نائب رئيس مؤتمر الحوار الوطني مستشار رئيس الجمهورية الأمين العام للحزب الإشتراكي اليمني إن لم افيه حقه فما هي إلا كتابة عابرة عاجلة جادت بها اللحظة وفي الجعبة الكثير .