الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:١٠ صباحاً

كنت سأبكي على الرئيس ولكن .. !!

أبو زيد بن عبد القوي
الخميس ، ٢٠ اكتوبر ٢٠١١ الساعة ١٠:٠١ صباحاً
علاقتي بالرئيس علي عبدالله صالح علاقة وطيدة جدا !! فأنا ومنذ 33عاما أشاهد صوره في كل شارع أمر به !! و إذا فتحت الأخبار فخبره الأول على الدوام !! ولم أتخيل اليمن يوما بدونه !! وعندما بدأت المسيرات والإعتصامات في شهر 2 أعترف بأني كنت ضدها وكنت أرى أنها مجرد تقليد أعوج للتونسيين والمصريين وكنت أرى أن التغيير على الطريقة التركية هو الأجدى في اليمن . فلما وقعت الواقعة المؤلمة في جمعة الكرامة 18/ 3 هالني ذلك وأفزعني ماهنالك وأعتزلت في بيتي وأغلقت هواتفي ولم أخرج إلا نادرا !! ولما أعلن الرئيس أنه سيوقع على المبادرة الخليجية بتاريخ 22/5 إستبشرت وقررت أن أمدحه بعد توقيعها مدحا يليق بمن فضل مصلحة شعبه وحقن دمه على مصلحة نفسه وجهزت مناديلا للبكاء على الرئيس العظيم الذي سئم السلطة وسيسلمها لنائبه رحمة بشعبه . وأنتظرت على أحر من الجمر وفي اليوم الموعود صدمني فخامة الرئيس أولا بعدم توقيعه وثانيا بمبرراته المتناقضة وثالثا بمهاجمة الحصبة ليغطي على عدم توقيع المبادرة !! ولما أصيب في دار الرئاسة حزنت ودعوت له بالشفاء لتبداء رحلتي مع الشقاء !! فالبترول وصل سعره لرقم فلكي !! والغلاء شمل كل شئ !! والكهرباء مقطوعة على الدوام !! والرصاص يلعلع في كل مكان !! وتجارتي توقفت ومصالحي أندثرت !! وكل يوم والوضع يزداد سواء والجندي يعقد المؤتمرات ليضحك مع أهل الإعلام ويتبادلوا النكات !! وتبدلت مشاعري ليس بسبب ثوريتي أو مشاركتي في ساحات الستين !! بل بسبب الكهرباء التي تفصل عمدا والبترول الذي وصل سعره إلى 3500 – بعد أن تاب قطاع البترول فجأة وبلا سابق إنذار ولم يعد يغريهم بعد إرتفاع سعره – والماء المقطوع عني منذ 7شهور متتالية ونقاط التفتيش التي تسمح بمرور عشر سيارات محملة بكل أنواع الأسلحة وتستوقفني لتسألني - بعد زحمة وطابور طويل - معك مسدس ؟ وعندما قيل بأن الرئيس سيلقي أول كلمة من السعودية بعد حادثة المسجد إستبشرت وقلت سيفعلها ويعلن التوقيع على المبادرة وستبقى له الذكرى الطيبة في نفسي رغم كل ماعانيت بسبب تعنته ورفض التوقيع في 22/ 5 لكنه صدمني مرة رابعة عندما أعلن أنه سيواجه التحدي بالتحدي !! وعلى راسي حلت مصائب جديدة والجندي يعقد المؤتمرات ويلقي النكات !! وأحس العالم كله بمعاناتي وطلبوا من الرئيس توقيع المبادرة وحملوه كامل المسئولية عن تدهور وضعي وسوء معيشتي ففوض النائب ليطيل من معاناتي وليسخر من أوجاعي !! وعاد الرئيس لليمن وصلحت الكهرباء فجأة يومي الجمعة والسبت لكي أشاهد خبر عودته وفرح قنواته الفضائية ثم خربت نهار الأحد لتصلح فجأة وقت خطاب فخامته فقط ثم عادت لعادتها القديمة مع سبق الإصرار والترصد !!!! لكل ما سبق فأنني سابكي حين يوقع الرئيس هذه المرة أيضا – إن فعلها – لكن من الفرحة !! سأبكي لأنني سأتخلص من كابوس جثم على صدري منذ شهور بلاكهرباء ولاماء !! سأبكي فرحا لأنني لن أتعرض للتفتيش في نقاط لاتنتهي – غيري يمشي ببوازيك من نفس النقاط – ولن أشاهد الجندي يضحك في مؤتمر صحفي وكأن الوضع تمام التمام !! سأبكي فرحا لأنني تخلصت من حكومة عاطلة باطلة دمرت حياتي وحطمت مورد رزقي بإسم الشرعية الدستورية !! وكل يوم يتأخر فيه فخامة الرئيس عن التوقيع يزيد وضعي حرجا وصدري بغضا له !! كل يوم هو عليه لا له !! ومهما طال الزمن فسيرحل ولكن هذه المرة غير مأسوف عليه بسبب معاناتي من نظامه لابسبب أنني من قواد الثورة أو أبطالها ورجالها ولن أدعي ذلك في المستقبل ! وبعد رحيله ساحكي في المستقبل لأحفادي قصتنا الحزينة مع الرئيس الذي كنت سابكي حزنا عليه ثم بكيت فرحا برحيله !!

ملاحظة / بعد كتابة المقال أعلن الرئيس أنه سيتخلى عن السلطة في الأيام القادمة وأعلنت المعارضة أنها لاتصدقه لكني أخالفها وأنا واثق تمام الثقة بأن فخامة الرئيس سيفعلها هذه المرة وساشكره في مقالاتي ولن أذكره لأحفادي إلا بالخير – طبعا بعد أن يفعلها ويتخلى – وأنسى هذه الشهور العجاف وأطلب من الجميع التسامح وفتح صفحة جديدة رغم الجراح وقدوتنا في ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . وأرجو من فخامة الرئيس أن يتخلى عن السلطة كما وعد - ووعد الحر دين عليه - لكن بحجر الله أن يسلمها لعبده الجندي !!


إنتخابات حرة في زمن البلاطجة !!
قلت لصديقي الثائر : إن الحل الوحيد للمشكلة اليمنية الخانقة هو في إنتخابات مبكرة وحرة !! فقال لي : أما مبكرة فنعم لكن كيف ستكون حرة في زمن البلاطجة ؟ فقلت : إشرح لي !! فقال : ياشيخنا العزيز البلاطجة في كل مكان ويمشون بكل أنواع الإسلحة !! فقلت : هي مرخصة !! فقال : ونحن نريد ترخيصا مثلهم حتى تكون الإنتخابات نزيهة !! فقلت : وكيف ستكون إنتخابات والجميع مدجج بالإسلحة ؟ فقال : قل لنفسك !! قلت : طيب نعمل إنتخابات مبكرة في المحافظات الهادئة ؟ قال : دعنا من التنكيت !! وخبرنا كيف ستكون إنتخابات حرة والبلاطجة يقتحمون بيوتنا وينهبونها ؟ قلت : دعايات مغرظة !! قال : نهبوا بيت الشيخ محمد الحزمي ونهبوا فرع سبأ فون بذمار والصافية ومكتب الخامري ووووو ....!! قلت : نحن في دولة النظام والقانون ونقاط التفتيش في كل مكان ويستحيل أن يمر بلطجي بسلاحه إلا .....!! فقال : إلا ماذا ؟ قلت : إلا إذا كان ذلك برضى الحكومة !! قال : رضي الله عنك . قلت : وأنا واثق أن الحكومة غير راضية !! وعلى المتضرر اللجؤا للقضاء !! قال : نشتكي بمن ؟ بالذي سلح البلاطجة وأعطاهم الأموال أم بالبلاطجة ؟ قلت : أصر على أن يهلك الشعب من أجل تدمير حياتنا وعيشنا في ظلام دامس وقصف الأحياء السكنية بالأسلحة الثقيلة وضرب حرسه الجمهوري رؤوس المتظاهرين ب 12/7 و آر بي جي !! ساحكي لأحفادي تنصله عن توقيع المبادرة الخليجية مرا ت عديدة ودعوته للحوار من جهة وتسليح البلاطجة من جهة ليكون حوارا رائقيا وحضاريا !! سأحكي لهم خدعة التقطع للبترول المرصص أبو 1500والتوبة من التقطع للبترول الخالي من الرصاص أبو 3500 !! سأحكي فترة حالكة السواد عشتها وعاشها الملايين بسبب رجل وأحد دعى الخليجيين بنفسه لحل الأزمة ثم وبعد أن وقع الجميع على المبادرة بما فيها حزبه رفض التوقيع .