الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٤٦ مساءً

وزراء كباش فداء

عارف الدوش
الجمعة ، ٠٦ ديسمبر ٢٠١٣ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
ظهر علينا الأستاذ راجح بادي المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء محمد سالم باسندوة ليقول – في مقابلة مع صحيفة القدس العربي : ان هناك وزراء في الحكومة فاشلون وربما يرحلون قريباً حسب تعبيره.

الى هنا يقرر بادي حقيقة يتحدث بها المواطن العادي والسياسي المخضرم من هو ضمن تركيبة الحكومة مثل بادي ومنهم المتربصون من يرون ان الحكومة لا تمثلهم ويتمنون فشلها "صباح مساء "

والحكومة الحالية هي حكومة" فيفتي فيفتي" نتاج تسوية ومبادرة خليجية، ومن الطبيعي ان تكون فاشلة لإنها حكومة توافقية تنجز التسوية ولا تغير و ليس لديها صلاحيات تغيير وكل الوزراء يعرفون ذلك وليس هذا بجديد ، حتى سفراء الدول العشر الراعية يعرفون هذه البديهية.

فحكومة الأستاذ محمد سالم باسندوة ليست حكومة تغيير ولا حكومة انجازات وإنما هي حكومة توافقية لها مهام محددة تنفيذ المبادرة الخليجية المزمنة، والتوافق على كل القرارات التي تتخذ، ولا يستطيع وزير ان يتخذ قراراً قوياً إلا بالتوافق ، وهذا معلوم فلا نحمل حكومة باسندوة اكثر مما تحتمل.

فليس هناك وراء فاشلون حتى لا نظلم الوزراء مع اني اتمنى ان لا أرى بعض الوزراء فالتلفاز - فهم على رأي المثل القائل:" لا يعرفوا يقلبوا ايديهم " صدقوني هناك حكومة توافقية نصف بنصف كل نصف يراعي النصف الأخر أو ستخرب مالطا.

وقد كان راجح بادي قمة الصدق مع نفسه ومع الناس في الشارع عندما اكد ان المبادرة الخليجية التي جاءت على خلفية اندلاع انتفاضة ضد نظام حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح لم تحسم بوضوح المستقبل السياسي للرئيس السابق مشيراً إلى ان ذلك من نقاط الضعف فيها.

والحكومة ليس الناس في الشارع فقط يلمسون ضعفها بل حتى المانحون وسفراء الدول العشر الراعية يتمنون ان لا يرونها ، وهم يريدون وزراء وحكومة تغيير قوية فبعضهم يقول : إنهم يقابلون وزراء ويشتكون لهم من انهم غير قادرين على التغيير كونهم حكومة توافقية.

طبيعة الحكومات التوافقية أو التي تأتي بعد نزاعات وحروب وتجمع فرقاء النزاعات والحروب تظل مسكينة لا لها في العير ولا في النفير وانا اشفق كثيراً على الأستاذ محمد سالم باسندوة والوزراء فها هم بعض الوزراء سيتم وضعهم كباش فداء وسيتم تغيرهم على اعتبار انهم فاشلون، وصدقوني يا راجح بادي ليس هذا هو الأمر الجوهري

ولست هنا ادافع عن الفشل أو الوزراء الذين سيرحلون فلا ادري من هم ، لكن من حيث المبدأ ليس تغيير وزراء ووصمهم بالفاشلين سيحل المشكلة وبعدها ستكون الحكومة قوية تقط المسمار، لا هناك معضلة كامنة في الحكومات التوافقية وحكومات المراحل الأنتقالية مهامها محدودة ووزرائها مقيدون ومن يتجاوز القيود كما يفعل الوزير الشاب الشجاع د. واعد باذيب يتم استهدافه ووضعه في فوهة المدفع والرشاش.

وأخيراً : في " فمي ماء " يا استاذ راجع بادي فهناك تغييرات لا ترقى الى مستوى ان هذه الحكومة جاءت في ظل ثورة على الأقل نصف الثورة ونرى تغييرات تصيب الواحد بالغثيان فهناك ناس اثبتت السنوات الماضية انهم غير صالحين يعاد تعينهم فمن اين سيأتي النجاح؟!!