الثلاثاء ، ٢٣ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٣٦ مساءً

قوافل المرحلين بين الواقع والحلم

عرفات تاج الدين
الجمعة ، ٢٩ نوفمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٥:٤٠ مساءً
يترنح مستقبل البلد بين الواقع المتفاقم يوماً بعد يوم , والطموح في قاعات مؤتمر الحوار الوطني , حيث ترسم الفرق المكلفة شكل الدولة ونوع الدستور , نظام الحكم , قانون العزل السياسي , بينما واقع الناس لا يتحدث عن هكذا نقاشات بل عن حاجيات أساسية فقط , عن ساعات انطفاء الكهرباء وعن توفر الوقود والمياه وارتفاع الأسعار , فوق هذا قوافل المرحلون من المملكة العربية السعودية تتوافد على منافذ البلد , حاملة البؤس والخيبة حين تعود على سيارات العودة , ينتظرها واقع لا يرحم احد , بل بلد يأكل أبناءه عن طريق الحرب والصراع المحتدم على السلطة والثروة , حروب حرض ودماج وكتاف , شطحات الحراك الجنوبي في مؤتمر الحوار واستحضار اللطميات التاريخية في كل تفاصيل القضية , الطائفية السياسية كلها تزيد المشهد قتامة فما العمل إذاً , إلى اين تمضي البلد وفقاً لهذه المعطيات القاسية . وظلم ذوي القربى أشد مرارة .. على القلب من طعن الحسام المهند تتمحور قضية المرحلين من السعودية تحت معنى هذا البيت البديع , حيث كانت القسوة والتعامل اللا إنساني من نصيب الجيران اليمنيين بالنسبة للعربية السعودية , السعودية تمثل عمقاً استراتيجيا بالنسبة لليمن , والعلاقات ضاربة في جذور التاريخ لكن الدعوة إلى العقلانية لابد وأن تأخذ مجراها في التعامل السياسي مع المملكة , بمعنى أن ترحيل آلاف من اليمنيين في هذه اللحظات الحرجة من تاريخ البلد لا ينم عن احترام لجيرة أو إخوة في الدين والعرق , بل تعاملاً أوتوقراطيا صرفاً بمبدأ الغني والفقير , ولكن السؤال الأكبر كيف تتعامل حكومة الوفاق وقيادة البلد مع الواقع الراهن بعد عودة الآلاف على شاحنات الشؤم , مؤشرات البطالة تصل إلى أكثر من 40% , معدل دخل الفرد متدني , ومستويات النمو الاقتصادي أيضا متدنية , الموازنة العامة تعاني من عجز حاد في تغطية النفقات الأساسية , والاحتياطي النقدي أيضا شحيح , يا له من وضع مأساوي وتحديات لانهاية لها . نحن من حسن الحظ أننا اتخذنا وجهة جديدة للدراسة والاغتراب , جنوب شرق آسيا , ماليزيا تحديداً , هذا البلد المحترم والذي يعامل الإنسان كإنسان فقط كان سعوديا او يمنيا او من ساحل العاج , وإن كان يعطي بعض الميزات في التأشيرات قبل دخول البلد , واليمن إحدى هذه الدول التي تعطى ميزات , مثل ان يدخل المواطن بدون تأشيرة ويعطى تأشيرة من مطار كوالالمبور لمدة ثلاثة أشهر بينما اغلب الدول المتبقية تعطى شهرا واحداً فقط , لكنك حينما تدخل البلد لابد أن يكون الجميع خاضعاً للقانون , ومن يتبع القانون يحبه الماليزيون ويضعونه في حدقات الأعين , يتواجد عدد من العمال , يتزايدون في الفترة الأخيرة , مع انتشار الاستثمارات اليمنية في ماليزيا ومع زيادة صعوبة الوضع في البلد الأم اليمن , حاولت الجالية توقيع اتفاقية عمالة تسهيلية للعمال المتواجدين هناك بالتعاون مع السفارة والتنسيق مع وزارة المغتربين , وقد وصلت لمرحلة متقدمة مع المسئولين الماليزيين فقط تبقى بعض اللمسات من الجانب اليمني , لن تكون اتفاقية موسعة , بل تماشي الواقع وتسهل على العاملين هناك كي يصبح وضعهم قانونياً , وهذا نعتبره انجازاً مهما بالنسبة لنا كجالية ناشئة . مابين الواقع والطموح , تتمركز قضايا البلد في البحث عن حلول جدية , كي نتجاوز هذه المرحلة الصعبة , نحتاج الى ان نحب بلدنا بصدق , ان نضعه في حدقات أعيننا , أن نتوحد على ان مصلحة البلد فوق كل اعتبار , لأن من يقدر قيمة تربته وأرضة سيخسر هويتة وذاته , او هكذا قالت لنا الروايات والوقائع.