السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٠٠ صباحاً

الولايات المتحدة الأمريكية

عارف الدوش
الاربعاء ، ٣٠ اكتوبر ٢٠١٣ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
وقف صديقي محمد الجوفي أمامي بشموخ وكأنه حقق انتصاراً على كل الساسة وقادة الأطراف المعنية في اليمن بتوصله الى حل لمعضلة الحوار الوطني شكل الدولة وعدد الأقاليم فقال لقد كتبت لمرتين تدعو الى الحوار على مرحلتين بتأجيل القضية الجنوبية وقضية صعدة والبدء بتنفيذ مخرجات الحوار فيما يتعلق بالدولة المدنية والحقوق والحريات والمواطنة المتساوية واعادة الحقوق وتوحيد الجيش والأمن وتحقيق الأمن والاستقرار.

قلت : نعم مرتين كتبت حول ذلك وبعنوان لافت “ الحوار على مرحلتين .. ما المانع !! “ لكن هناك سياسيون كثر يقولون ان مؤتمر الحوار الوطني هو القضية الجنوبية والقضية الجنوبية هي الحوار الوطني فحل القضية الجنوبية أو الفشل فيها هو نجاح أو فشل لمؤتمر الحوار الوطني وهذا امر فيه نظر فالقضية الجنوبية صحيح أهم موضوع في الحوار لكن يمكن ان يكون لها حلول على مراحل فمنطق الآن تقدم كل الحلول أو الآن سننفصل هذا منطق “ العكارة”

فقلنا سابقاً ونكرر هنا ما المانع ان تكون هناك مرحلة ثانية للحوار يتم الاتفاق بشأنها وجدولتها تخصص للقضية الجنوبية وما تبقى من قضية صعدة وقد عقب البعض لماذا تربطوا انتم الصحفيين بين القضيتين فالجنوبية غير صعدة فأنصار الله قد حققوا الكثير خلال مؤتمر الحوار وما كان لهم ان يحققوا ما حققوه لولا مشاركتهم في مؤتمر الحوار

قلت ولازلت ان الجنوبية وصعدة مترابطتان من حيث المظلومية ومختلفتان من حيث نوعيتها وحجمها واتفق مع من يقول ان انصار الله حققوا مالم يكونوا يحلمون بتحقيقه من خلال مؤتمر الحوار وهذا شيء طيب المهم ان يحافظوا على مكاسبهم وان يتجهوا نحو المدنية ومتطلباتها واولها تسليم السلاح الثقيل والتحول الى حزب سياسي وتقديم برنامج عمل سياسي والقبول بالآخر مهما كان مختلفاً فصعدة ليست انصار الله فقط انها تنوع سياسي ومذهبي قد تكون الغلبة فيها لآنصار الله وهذا لا يجعلهم يلغون ما عداهم بالقوة نتمنى ان يستفيد انصار الله مما حققوه وعليهم ان يقاوموا العودة الى المربع الأول الحرب والقتال فلا يستقيم أمر المشاركة في الحوار مع الحرب والقتال .

نعود الى القضية الجنوبية وحل صديقنا محمد الجوفي وهو بالمناسبة رجل مدني حتى الثمالة فقد تحدث الأستاذ محمد الجوفي بحكم متابعته اليومية لمؤتمر الحوار ولطروحات الأحزاب والأطراف المشاركة في الحوار حول القضية الجنوبية التي تهمنا جميعاً

ويرى صديقنا الجوفي ان معضلة الحوار الوطني التي لم ولن تحل هي وقوف بعض الأطراف المشاركة في مؤتمر الحوار وتصلبها وتمترسها عند معضلة عدد الأقاليم في الدولة الاتحادية فالحراك الجنوبي وبالمناسبة هو ليس فصيلاً واحداً كما يعرف الناس انه فصيل محمد علي أحمد “ مؤتمر شعب الجنوب “ بل هناك فصائل أخرى المهم ان هناك أطراف اخرى مثل الاشتراكي وانصار الله تلتقي مع طرح الحراك وهؤلاء متمسكون بـ” دولة اتحادية من اقليمين” ويضيف صديقنا الجوفي وبصراحة هذا سيؤدي الى الانفصال مهما قالوا انه يخدم الوحدة.

أما الأطراف الأخرى بحسب الجوفي فهي متصلبة ومتمترسة بوجهة نظرها وهي “ اقاليم متعددة بين خمسة وأكثر “ وها نحن امام وجهتي نظر وموقفين لا يمكن يتزحزح احدهما للآخر قيد انملة وبالتالي لابد من حل آخر فمثلاً الولايات المتحدة الأمريكية خمسون ولاية فلماذا لا تكون اليمن ولايات بعدد المحافظات ونسميها “الولايات المتحدة اليمنية” على غرار الولايات المتحدة الأمريكية ولكل ولاية نظامها الخاص بها وكفى الله اليمنيين شر القتال ولا تقولوا انها ستكون “22” دولة ابداً وهل الولايات المتحدة الأمريكية “50” دولة ابداً انها دولة واحدة.

ولا تتحججوا بالمال والفقر والغنى هذا امر آخر وبسيط يمكن ان تكون كل ولاية منتجة ولدينا تنوع اقتصادي مهول في اليمن لكن كل المحافظات عالة وتنتظر ما سيقدم من نفقات وصدقات من المركز أو العاصمة التي هي تستجدي المساعدات والمنح وهذه عبارة تستجدي مخففة لـ « تشحت»

واخيراً: لم ينس صديقي الجوفي فكرة الحوار على مرحلتين فيقول لنبدأ في تطبيق مخرجات الحوار الوطني المتفق عليها ونحدد فترة انتقالية نتفق عليها سنتين أو ثلاثاً أو خمساً أو أكثر ننتقل خلالها الى«الولايات المتحدة اليمنية» لا اقليمين ولا خمسة بل ولايات متعددة بعدد المحافظات ويمكن زيادة عدد المحافظات بتقسيم المحافظات كثيرة السكان وكبيرة المساحة. والله من وراء القصد.