الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٣٩ صباحاً

قبل ان يغرقنا الطوفان

صالح احمد كعوات
الاربعاء ، ٠٩ اكتوبر ٢٠١٣ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
كل الوقائع والأحداث التي جرت وتجري قبل الربيع العربي وبعده تقص لنا حكايةً طويلة ذات فصولٍ متعدّدة ومحطات حقيقية مؤلمة، مختلفة المشاهد، متفرقة الأماكن والأزمنة، ولكنها متفقة في النتائج بدءاً من أحداث لبنان(1991 : 1975 )، ومرورا بالسودان خلال الفترة الثانية والتي بدأت في عام 1983بعد 11 عاما من الحرب الأهلية السودانية الأولى، راح ضحيتها ما يقارب 1.9 مليون من المدنيين، ونزح أكثر من 4 ملايين منذ بدء الحرب 1972 ، وصولا إلى ما يجري في العراق وما تمرّ به سوريا والذي تخطّى فيها القتلى مائة ألف قتيل ، وأخيرا ما نشاهده اليوم في مصر، حكاية مفادها أن محاولة الإقصاء أو الاستبداد بالحكم أو بالرأي أو ادعاء امتلاك الحق والصواب أو الأحقية في الحكم والسيادة كل ذلك لن تكون نتيجته غير الدمار والخراب، لقد خلق الله البشر جميعا من أصل واحد يمتلكون حق الحياة ويشتركون في الحقوق والحريات كما يتحمّلون نفس التكاليف والواجبات ( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ) وان التفاضل والتمايز إنما هو عند الله تعالى وحده على أساس التقوى والصلاح ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم إن الله عليم خبير ) أما في التعامل بين البشر بعضهم مع بعض فانه لا فرق بين لون وآخر ولا طبقة وأخرى ( لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى ) وكل ما جرت عليه العادة في مثل هذه الأمور إنما هي الجاهلية التي رفضها النبي صلى الله عليه وسلم ( أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم ) إن هذه الحكاية المليئة بالماسي والآلام والذي بدأت ملامحها في اليمن نسأل الله السلامة من خلال افتعال الأزمات وانتهاج طريق الاغتيالات والتصفية للخصوم ومحاولة الابتزاز السياسي عن طريق التفجير أو المقاطعة للحوار كل ذلك نذير شؤم، على اليمنيين تداركه فلا يزال للعقل صوت ُسمع وللحكمة وقعٌ يرد الشاردين فحذاري أن تدفن هذه المعاني تحت ركام الخراب والتصرفات الطائشة ، إن المكاسب التي يرجوها كل طرف يجب أن لا تكون على حساب دماء اليمنيين وأموالهم وحقوقهم، ولا على حساب طرف آخر، لان ذلك لن يكون ولن يسمح به أي طرف ، فلماذا لا نتقارب ونتعاون في تحقيق المصالح العامة والتي تُصلح الوطن كله ونأخذ من الغير عبرة قبل أن نلحق بسلسلة الحكاية المؤلمة فنكون عبرة للمعتبرين وآية للآخرين، اللهم جنّب اليمن وبلدان المسلمين الفتن والمحن.