الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٣٣ مساءً
الأحد ، ١٥ سبتمبر ٢٠١٣ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
الحمد لله رب العالمين ،والصلاة والسلام على البشير المجتبى المختار وعلى أله وصحبه وسلم ،قال تعالى الحسيب الجليل (من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا )المائدة :32، وعن أبي هريرة رضى الله عنه قال :- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(المسلم أخو المسلم ،لا يخونه ولا يكذبه ولايخذله ، كل المسلم على المسلم حرام :- عرضه وماله ودمه ، التقوى ههنا ، وبحسب امرئ من الشر أن يحقرأخاه المسلم )رواه الترمذي ، إن ما يواجهه أرباب الفكر الحر،والرأى المستنير ،والدعوات الصادقة الخلاقة ،من إقصاء متعمد وإجهاض مستمر،سواءبالإرهاب النفسي أوالتلويح بالويل والثبور وعظائم الأمور،أو بالفصل القسري والحرمان من العمل والوظيفة والتدرج الوظيفي والترقي ،أو بالإحتجاز القسري خلف القضبان ،أو بإراقة الدم وأزهاق الروح التي حرمها الله عزوجل ،شأن وسلوك وأسلوب درجت عليه معظم الأنظمة العربية طيلة القرن الماضي والحالي ، سواء كانت أنظمة ثيوقراطية أو يسارية أو قومية أو علمانية أو إشتراكية ،وما كان ذلك إلا للعقم المعرفي الذي يخيم على النخب الحاكمة التسلطية ،ولإيمانها الدائم بالتفرد والكينونة، ومن أجل إستئثارها بالسلطة والحكم ،ولعدم قبولها بالنقد والرأى الأخر،وللعجرفة والغطرسة والتكبرالمستمد من السلطة التي حصلت عليها خارج صناديق الإقتراع ،سواء بالتزويرالمباشرأو الغير المباشر،عن طريق تظليل الرأي العام وفئات المجتمع البعيدة عن كينونة العملية السياسية والديمقراطية والتي تعاني من الأمية والجهل المطلق ،أو الأمية المتعلمة الجاهلة بثقافة الأخر،يجب أن ندرك تمام الإدراك ان سجن العقول والأفكار وكسرالرؤى والأقلام ،والإقصاء بشتى الصور والأفعال ،يؤدي الي الإحتقان المجتمعي والفكري والثقافي ، فيتعاظم ويتكاثر ويصطف مع مرور الزمن، وتعاقب الأحداث ،فيولد فكرا مضادا وثقافة معارضة ،تؤدي الي التصادم الحتمي ،والإقصاء المضاد عبرمراحل سابقة ولاحقة ،فيحدث ما لا يحمد عقباه ،ويغرق المجتمع في صراعات وتجاذبات هو في غنى عنها ، فتستنفذ قوى المجتمع القادرة على العطاء،وترحل قضاياه المصيرية ،إلي زمن لن يأتي إلا بالفهم الواعي لوسائل الرقي والنجاح والتقدم والإيمان العميق بفكر التغييروروئ التنوير،والعمل الدؤوب المتواصل ،إن التاريخ الإسلامي العربي لم يخلوا من قمع الحريات وسجن العقول ،إلا في عصر الرسول الخاتم عليه أزكى الصلاة والتسليم ،والخلافة الراشدة ،فالإمام أحمد بن حنبل يرحمه الله سجن في عهد المأمون وعهد المعتصم نتيجة لأرائه المخالفة للسلطة الحاكمة ، والأمام ابن تيمية يرحمه الله عاش سجينا أكثر من عيشه حرا طليقا، ومات خلف الأسوار،نتيجةلرأيه الذي خالف به السلاطين والملوك ،وكذلك الحال حدث مع تلميذه ابن القيم يرحمه الله ،ومنذ ذلك الحين وحتى الأن ،لا زالت السلطة الحاكمة في بعض دول الوطن العربي والإسلامي ،تعتقل أرباب العقول ورواد الفكر والتغيير، وأصحاب الأقلام الحرة الرافضين للإملائات الكهنوتية والأوامر التعسفية والتجاوزات في مجال حقوق الإنسان والحريات العامة ،إن العملية الديمقراطية التي انتهجتها علنا بعض هذه الأنظمة ،مارستها قولا ،وتغافلت عمداعن ركن أساسي وجوهري ومحوري للعملية الديمقراطية ألا وهو "المعارضة الحقيقية"بكل عناصرها التي تبنتها دول العالم الأول ،والمعارضة الحقيقية تعني الرأى الحر ،والحق الأصيل في التعبير،بلا حجرأوإقصاء أو ترهيب أوتغييب أو تصفية،وبلا إبتزاز أو مساومة،وشراكة حقيقية للدفع بعجلة الإنتاج والتطوير والتعمير ، والقدرة على إتخاذ القرار الصائب المناسب والملائم النابع من الإرادة الوطنية وتغليب مصلحة الأمة على مصلحة الفرد،وعدم الإرتهان إلي القوى التقليدية في الداخل والإقليمية في الخارج، إن الإسلام دين حياة ومنهج طريق ،ورؤي تغييرية فطرية سماوية ،قررمنذ العهد النبوي في المدينة المنورة ،منح حرية الرأى والحرية الدينية والفكرية لأهل الكتاب والمشركين والمنافقين ، قال تعالى العزيزالرحيم (إن هو إلا ذكرللعالمين ،لمن شاء منكم أن يستقيم ) التكوير 28،27لقد كفل الإسلام حرية التعبير ،ولقد أتاح الرسول صلى الله عليه وسلم للمنافقين وأهل الكتاب في المدينة المنورة حرية إبداء الرأى وأيده بذلك الله سبحانه وتعالى ،ولم يتخذ فيهم قرارا ،إلا بعد أن تجاوزوا الخطوط الحمراء ،وأضروا بمصلحة دولة الإسلام العليا ،إن الإحتكام لمنهج الإسلام الحنيف هوخارطة طريق وقارب نجاة ،وثيوقراطية حقيقية،ومشروع تغييرتنويري ،كفل كل الوسائل والطرق والسبل للنهوض بالأمة ،و لم يغفل عن منح الحقوق والحريات والحق في التعبير والإعتراض للأعداء والأصدقاء، والعموم والخصوم ،لإستعادة مجد تليد ، وحضارة عريقة ، وفكر خصب لن يندثر.

*من ورقة عمل مقدمة إلي مؤتمر "سجناء الرأى وضحايا المعارضة في الوطن العربي " الذي تنظمه المنظمة العالمية للكتاب الأفروأسيويين –بنقابة الصحفيين بالقاهرة .


* السراج المنير ...8:-


- كان مهبط الوحى خلوته
في أعالي الجبل الأنورِ


- وتأمل عقائد شرك
تأمل الحصيف المبصرِ


- فأبى ظلم كسرى
وجور منهج قيصرِ

- وامنت خديجة فهونته
قهر الزمان الأكدرِ

- وتلاها وليد الكعبة
زهر الصبيان المزهرِ

- وأقبل الصديق ينصره
نصر العزيز الأنظرِ

- وأقبلت شهب منيرة
إقبالا بديع المنظرِ

- من بشروا بالجنة
بشرى العليم المتجبرِ

- وأتى الإسلام أشراف
بحب أسير المتأسرِ

- وتزين الإسلام مجدا
ببلال الحر الأعفرِ

- وتطيب صرحه مهابة
بصهيب وعمار المستبصرِ

- وسرى سرا سنين
بصعاب ومشقة وتسترِ

- وانبثقوا إلي الحبشة
إنبثاق حكمة المتحيرِ

- في مواجهة البطش
وطلب العدل المسفرِ

- وصان الأمين الدعوة
غير عاجز ولا مقصر

- وأسلم حمزة فوزا
فوز القوي المتصبرِ

- وأعقبه ابن الخطاب فاغتاظ
العدو غيظ المتحسرِ

- وزلزل الخبر قريشا
وكل كافر متكبرِ

- وحصر المؤمنين ظلما
من كل لئيم وجؤذرِ

- وقيض الله دودة الأرض
ورهط شجاع أحورِ

- فكسر حصار حجج
ثلاث وخصم أخسرِ