أن تعود روسيا بخفي حنين
علي محمد الذهب
السبت , 31 أغسطس 2013
الساعة 06:40
صباحا
في تلك الفترة استطاع عبدالناصر إقناع روسيا التي كانت مترددة في البداية لمنحة صواريخ سام-3 التي كانت جزءا مما سمي بحائط الصواريخ في مصر، ومثلت حينها الدرع الواقي لمناطق ما بعد الضفة الغربية لقناة السويس، التي كانت في الغالب عرضة للطيران الصهيوني من نوع ف4(فانتوم) أمريكي الصنع التي تزودت بها إسرائيل آنذاك، الذي كان يشن هجماته المتتالية ودون رادع مجدٍ، أرضي أو جوي، مصري في مدن القناة وإلى القاهرة، بل قيل: إن الطيارين الروس تورطوا في المشاركة الفعلية آنذاك.
وهنا، يذكرنا الهجوم المتوقع على سوريا بواسطة صواريخ كروز (توماهوك) وغيرها من الأسلحة من مرابضها البحرية في المتوسط ، بمدى ما قد يكون بحوزة سوريا من أسلحة روسية جديدة غير معلن عنها، وستكون مفاجئة -حد تعبير وليد المعلم- للدول المتحالفة التي ستقوم بالهجوم، كما فاجأت مصر الناصرية في نهاية الستينات العام بالحائط الصاروخي، وستبين تلك الأسلحة مدى قدرتها-ولعلها صواريخ دفاعية أو هجومية متطورة- على امتصاص الضربة أو التقليل من إيجابيتها المفترضة لدى المهاجمين، أو كفاءة وفداحة الرد الموجع لسوريا في حال كان قرارها بالرد على أي من دول محيطيها أو مصادر النيران التي ستهاجمها.
إن أمرا كهذا سيجعل روسيا تستعيد ثقة من لا يزالوان يتعلقون بأستارها ويسبحون بحمدها، سواء كان أولئك المعلقون من العرب أو غيرهم، فيما تبدو -هي- كجبل من ثلج تعرّيه عوامل الجوية على ضخامته وهيبته.
للتاريخ، سيكون هذا الظرف الأزموي محكا حقيقيا لتلك لهذه الدولة وأسلحتها الحسنة السمعة، لا سيما إن الحروب -في أغلبها- مختبرات لمعادن الرجال مثلما أنها محكات لكفاءة وقدرة الأسلحة عموما، فضلا عن كون الحرب عملا دعائيا واسعا، وهنا -أيضا- ستكون روسيا قد منحت نفسها فرصة البقاء في هذه المنطقة في اللحظة التي يتوقع فيها أنها ستغادرها كسيرة ذليلة إلى أمد غير معلوم.
هذا هو أبسط وأسنح ما قد تدافع به روسيا عن بدنها الثلجي هذا، إن لم يكن مطلوب منها التدخل المباشر بعدما باعت حلفاءها السابقين بيع دين، ولم ينلها من تلك المواقف إلا كما يقال عند حلفاؤها العرب لحظة خسرانهم\" عاد بخفّي حنين\".
اخترنا لكم
آخر تحديث
الثلاثاء,15 يوليو 2025
الساعة 06:01
صباحا
# | اسم العملة | شراء |
---|---|---|
|
دولار أمريكي | 1730.00 |
|
ريال سعودي | 459.00 |
