الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:١٧ مساءً

خطيئة الاسلاميين الكبرى

صالح احمد كعوات
الاربعاء ، ١٠ يوليو ٢٠١٣ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
1ـ لعلم قيادات الأحزاب الكبرى ، وقادة الدول العتيقة ، ودول الهيمنة العالمية ، ومدمنو السيطرة ، وعاشقو التحكم في مصائر الشعوب أن الإسلاميين قوّة شعبية ضاربة في الأعماق متمكنة من ضمائر أبناء الأمة العربية ، ولعلمهم أيضا أنهم يحملون مشروعاً واضحاً لحماية الأوطان والحفاظ على شخصية الأمة واستقلاليتها عن كل ما هو دخيل، وأنهم يرفضون التبعية والاعتراف بأي احتلال قديم أو حديث ، لهذين السببين هم لا يحبّذون النزال الديمقراطي معهم ، ولا يرغبون بأن تستمر العملية الانتخابية النزيهة، إلا إذا تأكدوا من غلبة غير الإسلاميين ولم يتأكد لهم ذلك بعد ....بل يعتمدون على وسائل القمع والتخريب وصناعة الأزمات، ولا مشكلة لديهم من الانقلابات إن كان لا بد منها رغم ما تُسبّبه لهم من حرج كونهم يعتبرون أنفسهم دعاة المدنية الحديثة ورعاة الديمقراطية في العالم، كما لجئوا إليها في الجزائر وفلسطين وأخيراً في مصر.

2ـ يمتلك الإسلاميون القدرة الجبّارة في لملمة صفوفهم وترتيب أوراقهم وتجميع الشعوب حولهم، وهذا واضح من خلال آخر عملية انقلابية قام بها العسكر وفلول نظام مبارك عليهم ، لم يكونوا يتوقعوا أن يفيق الإسلاميون من الصدمة، ولم يكن في حسبانهم أنهم يستطيعون المقاومة والدفاع عن الشرعية الديمقراطية ، كان العسكر ومن في معسكرهم قد أحكموا الخطّة من خلال مفاجئة الرئيس مرسي ببيان الانقلاب، وبعده بساعات قاموا بإغلاق كل وسائل الإعلام ذات الصلة بالإسلاميين المقروءة والمسموعة، وحتى قناة الجزيرة من سوء حضهم أنهم تعمدوا الإساءة إليها رغم أنهم يدركون خسارتهم في محاصرة الجزيرة ذات الشهرة العالمية والمصداقية الكبيرة ، رغم ذلك استطاع الإسلاميون إيصال صوتهم إلى كل شعب مصر والى أحرار العالم فاستجاب لهم الملايين وخرجوا إلى الميادين وتضامنت معهم شعوب كثيرة حتى في الدول الغربية .

3ـ الخطيئة الكبرى التي لا أتوقع أن يتخلص منها الإسلاميون تتمثل في المصداقية والوضوح في التعامل (فانبذ إليهم على سواء )، مشكلتهم التعامل مع الآخر بعاطفة تُحرّمها السياسة، وتمنعها قواعد اللعبة المستوردة التي كما يقال هي ـ فن الممكن والغاية تبرر الوسيلة ـ وذلك يعود إلى أنهم يتعبدون بتلك القيم ويعتبرونها ثوابت لا يتنازلون عنها أو يفرّطون فيها ، ولعلنا نلحظ ذلك أنهم حكموا مصر بعد عقود من الكبت والسجون والتعذيب فلم يلجئوا إلى سياسة الانتقام، ولم يغلقوا قناة واحدة ولم يصادروا صحيفة ولم يعتقلوا أحد بسبب رأيه أو دينه، أو حتى محاسبة لما فُعل بهم ، مارس المعارضون لهم طيلة عام كل أنواع التشويش والعرقلة والإرباك بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة ومع هذا تركوا كل الأصوات ترتفع ، إن على الإسلاميين أن يحاولوا تغيير تعاملهم مع الخصوم ولهم في موقف عتاب الله لنبيه حين أطلق سراح أسرى بدر خير دليل، وإن عليهم العمل بسياسة عمر رضي الله عنه التي كانت بقدر ما فيها من العدل، إلا أنها سياسة غاية في القوة والحزم والضبط وعدم السماح للفوضى أن تستمر، وليس في هذا تناقض مع القيم والمبادئ التي يحملونها ، وإن كانوا يخشون من ردود الأفعال العالمية فقد أصبحت الأمور جليّة ولن يتغير الموقف منهم إلا بمزيد من الحزم والضبط وتطبيق سيادة القانون وليقل فيهم الآخرون ما يشاءون .